ثورة المنبر ـ شعر السيد باقر الكيشوان الموسوي في السيد محمد صادق الصدر (قدس) ينشر لأول مرة

علا كعبُه فوق السِّماكينِ رِفعَةً
و نالَ الثُريَّا سابحاً في ذُرَى المجدِ

إمامٌ له يومَ الفَخَارِ مناقِبٌ
تُمَدٌّ لها الأعناقُ ليست بذي حدِّ

فما مثله بين الورى قطُّ قبله
و لا بعده يأتي إلى القائم المهدي

هو الألمعيّ الأوحديّ الذي خلا
نظيراً له بين البريّةِ أو نِدِّ

ترى كفّه يوماً إذا ما لمستها
يفيضُ النّدى منها كأحلى من الشَّهْدِ

و قارع أهل الظلم و الكفرِ جهرةً
و شمّرَ عن وثباته ساعد الجد

وَلم تنتكس في كفّهِ راية الهدى
و لم ينحني يوماً لمرهَفةِ الحدِّ

و لما رأى الدين الحنيف مهدّداً
بسيف طغاة العصر بدءاً على عودِ

أقام لهم في أرض كوفان منبراً
و منه رمى فيهم فلم يخط عن بعدِ

فنادى فلبّت صوته أمّة الهدى
و جاءت له زحفاً تسيرُ على الأيدي

بكلاّ ثلاثاً هدّ طودَ عُرُشِهم
و كمْ أسقطَت كلاّه طاغٍ و من وغدِ

أتى بها جُمُعاً سيبقى دويّها
يشقُّ جدار الصَّمْت صادقة الوعدِ

و لم تك في نيل الشهادةِ نفسُه
بأرخصَ بذلاً منه للواحد الفردِ

و كان لهذا الناس مهوى قلوبهم

و منهله بين الورى أعذبُها وِرْدِ



مضى خالداً و الناس في يوم فقده
كيومِ رسول الله في غايةِ الوجدِ

فطوبى له مثوى الخلود و مسكناً
حَباه به الرحمنُ في جنّةِ الخُلْدِ

عليهِ سلامُ اللهِ ما ذرّ شَارِقٌ
و ما هبّت الأنسامُ من رُبى نَجْدِ

فياسائلي عنه لساني قاصِرٌ
و باعي قصيرٌ ليس يقوى على الردِّ

و يا عاذلي فيه دع العَذْلَ إنّني
سأبقى له أهوى و عَذْلُكَ لن يُجْدِي

و من لامني فيه تركت ولاؤه
و لم يك عندي ما حييتُ بذي ود