وقفة على قبر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر

وقفة على قبر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر

كتابات - راسم المرواني

لم يُنقض ِالعهدَُ ... ما زلنا على العَهْـدِ

هل ينتهيْ العهدُ بين الصَبِّ والسُهْـدِ ؟

يا أيهـــا الماطرُ المنسابُ من عَطَشيْ

دَعنيْ أهُشُّ ذبـاب الخـوفِ عنْ وَرْديْ

أدري بـأنَّ جراحيْ ليسَ يَعْقِلُـــها

غير احتوائكَ هذا الـروعَ من وَجْديْ

إني أحسُّكَ دِفئــاً لارتعــاشِ يَديْ

وأنتشي فيك ، دفيـــاناً من البَـرْد



ما زلتُ أذكرُ حينِ الحُلْـمُ أيقظنـــي

وضاجعَ الوهمُ لـونَ الخوف في خـدي

وحين لعلـع صوت اليأس فانتشـرتْ

راياتنـا البيض في الدنيـا ، بـلا عـد

وحين لم يبق في الآفــــاق متسع

نشكو إليــه أذى الطوفان والمــدِّ

أيام غـادر وجـــه الشمس سحنته

ولاعب الموت صبــح النـاس بالنـرد

وحين مـزّق كفُ الريـــح ِأشرعتي

فـدرت أبحثُ في الشطــآن عن لحدي



وفي خضم صهيل اليــأس فــوق فمي

تكور الحلم مثـل الطفـل في المهــد

وجئـــتَ أنت كوحـي الله تمنـحـني

(أقنومة) الصحو ، كي أبني بها مجــدي

حتى ترآى بحضـن الحـور لي وطــنٌ

وزرت فيـك جنـان الله في الخلــدِ

وصرتُ (أطلسَ) هـذي الأرض ، أحملها

إلى الخلاص ، وصـار المـوت كالشـهدِِ



عصاك - أنت - عصى موسى ، تهش بها

على الفـرات ، ليسقي النخلَ .. والبـردي

عصاك .. تشبه – يا مولاي – وجــهَ أبي

لـو رف - يوماً - عليه طائــر السعـد



أتيــت أنت لتبني بيت أمنيــتي

خلف الجراح ، بصـدق العهد والوعد

علمتـني أن كل الأرض ملك يـدي

كي أستجيـش بوجه الحاكم الوغـد

وقلـتَ إن حقوق الله لـو هُتِـكَتْ

ففي التقيـّة إشـكالٌ ، ولـن تجدي

وقلـت إن رحاب الأرض لو خليت

سأحمل السيف كي أمضي به وحدي

وقلت :- حين يمص الموت أوردتي

ستؤكلون بناب الحقد من بعدي


وسرت تمنح هذي الأرض نشوتها

تصول للحق مثل الفارس الفردِ

حتى ابتنيت لنا مجداً ، وعاصمة

وأدرك الناس معنى الحب والحقد

وشاكستك كلاب الليل فانكسرت

وداعبتك غيوم الحب بالحمد

الآن توشك أرض الله قاطبةً

أن تعلن الحرب كالطوفانِ ..كالرعدِ

فقد تطاول أهل البغي في عندٍ

وضاع إرثك بين المهدِ واللحدِ

وتاه أغلب من قد كان يعضدنا

خلف المكاسب ، بين النفع والكدِّ

مستوحشون ، كأنا لا بلاد لنا

تقتات منا نيوب الحاقد المردِ

أبناؤك الآن يقتاتون حنظلها

ويرقبون ظهور القائم المهديْ

لا يحلمون بخبز البر ، أو ترفِ

بل يحلمون بيوم صادق الوعد

مستضعفون ، يرون الله خلف فم

يلوك لحم بقاياهم على عمدِ

لا يألفون صهيل الخيل ، في زمن

لا تألف الخيل غير الجوع والهدِّ

لا يعرف الناس كم عالجت من وجعي

ولست أكشف للأحياء عن وجدي

أشتــاق منـك الى عينيـك في وطني

شوق (المشاحيف) في الترحال (للمردي)

عذراً ، سأغلق باب الريح من وجعي

وألزم الصمت ، لا أبدي ، ولن أبدي

* المستشار الثقافي لمكتب السيد الشهيد الصدر (قده)

العراق / عاصمة العالم المحتلة

marwanyauthor*yahoo.com