لائحة المساحات الإعلانية
لإضافة إعلاناتكم الرجاء
مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي
بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 242 بتاريخ الأحد ديسمبر 01, 2013 9:22 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 57 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو yaasaay فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 563 مساهمة في هذا المنتدى في 551 موضوع
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير العام | ||||
عاشقة الزهراء | ||||
سمير محمود الطائي | ||||
قدوتي زينب ع | ||||
الغضب الصدري | ||||
Aorn | ||||
يا صاحب الزمان | ||||
حسين | ||||
احمد علي حسين العلي | ||||
السيد عبد الحسين الاعرجي |
الأخت المؤ منه ومشا كل العصر
صفحة 1 من اصل 1
الأخت المؤ منه ومشا كل العصر
المؤمنات في هذا العصر يعشن حالة من حالات الغربة، أسوة بالشباب المؤمن.. حيث أن الحركة الغالبة على الجو العام، هو جو عدم الصلاح، منذ أن خلقالله –عز وجل- آدم إلى يومنا هذا!.. ففي زمن آدم وحواء وولديهما: هابيل، وقابيل.. ربعالبشرية قد انحرفت، رغم أنه لم يكن هناك أي مُوجب من موجبات الانحراف،والتأثر بالباطل.. وقد سُفك الدم الحرام الأول على يدِ قابيل!.. ومن الملاحظ أن الحركةالحضارية والإنسانية في طوال التأريخ، كانت متأثرة دائما بثلاثة عناصر، وهي: الهوى،والشيطان، والنفس الأمارة بالسوء..ولهذا يعبر القرآن الكريم عن الأكثرية بأنها لا تعقل، وأنها غير شاكرة!.. {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ}، {وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}.. وبالتالي، فإن الجو الغالب هو هذا، إلى أنْ يُظهر الله -عز وجل- حجته في أرضه، ويشرفنا بطلعته الكريمة.
- إن المؤمنة تعيش الغربة في الشارع، وفي الجامعة، وفي المدرسة، حتى أن البعض منالمؤمنات يعشن الغربة في الأسرة!.. فالجو الأسري قد يكون تماماً في حركة مواجهة ومعاكسة، لحركة هذه الفتاة المؤمنة.. مع الأسف بعض المؤمنين وبعض المؤمنات، لايتعاملون مع هذه الحركة المعاكسة بلباقةٍ، وذكاءٍ، ومداراةٍ.. وكما هو مرسوم فيالخط الإسلامي، فإن المؤمن يتواجه، ويتصادم، ويُنتقدبشدة.. وفي النهاية يعيش حالة التقوقع، والعزلة.. وقد يُجر ذلك إلى بعض المحرمات: كعقوقالوالدين، والمصادمة الاجتماعية، وما يتبع ذلك من السلبيات المعروفة في هذا المجال.
- كيفية مواجهة حالة الغربة:
النقطة الأولى: التعامل اللبق مع الجو المخالف.. إذا وجدت فتاة في بيئةٍلا تنسجم معها، وخاصة أن الأبوين المؤمنين هذه الأيام، إذا لم تكن لهماثقافة تربوية، ووعي في هذا المجال، من الممكن أن لا ينسجما حتى مع البنت، أو الشابالمؤمن.. فالخطوة الأولى في هذا المجال، أن نقوم أولاً بعملية فاعلة في تغيير هذاالوسط الضاغط.. فعندما يكون هنالك موجة، فإن الإنسان أمام هذه الموجة: تارةً يهرب منهافراراً بدينه، وتارةً يقف أمامها كاسراً لها.. وهنا تتجلى مهارةالمؤمن في أن يكسر الموجة، وفي أن يمتص هذه الصدمة.. وبدلاً من أن يكون عنصراًمنفعلاً، يكون عنصراً فاعلاً.. ولاينبغي اليأس في هذا المجال، بل لابد من الحركة الدائبة والذكية من أجل تغيير هذاالوسط!.. فرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أُعطي أسوء العينات في تاريخالبشرية.. إذ أن بعض المفاسد الموجودة فيعرب الجزيرة، لا نجدها في أية أمة من الأمم: كوأد البنات.. وهذه القضية يذكرها القرآن الكريم: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}.. فالنبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم-بُعث في أمه جامعة بين رذيلتين: رذيلة الجهل والأمية، ورذيلة المفاسد الخلقية.. أي جمعت بين فسادي: سفك الدماء، والإفساد في الأرض.
- إن الملائكة عندما توقعت أن الإنسان سيسفك الدماء {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}..فإن هذا الوصف انطبق على الجاهليين بشكل واضح.. إذ أن سفكهم للدماء معروف، وكذلك حروبهم الطويلة، حيث أن الحرب عندهم من الممكن أن تمتد لمدة أربعين أو خمسين سنة بسبب أمرٍ تافه!..
- إن رسول الله (ص) حول هذه العينة المتناهية التثاقل، إلى مجتمع مدني فيه كبار الصحابة والصحابياتالذين قالوا: (كنّا مرَّة رعاة الإبل، فصرنا اليوم رعاة الشمس).. والنبي (ص) لم يستعمل الإعجاز في عالم الدعوة والتبليغ إلا نادراً.. أما شق القمر،وتسبيح الحصى، وحركة الشجرة، وما شابه ذلك.. فإن هذه المعجزات استخدمها (ص)في برهة من حركته التبليغية، ولإثبات أصل النبوة، وأنه مرتبط بالسماء.. وإلا فإن النبي (ص) كان بناؤه علىأن يستعمل الأساليب المتعارفة في الدعوة.. ولو أن النبي (ص) استعان بعالم الغيب كثيراًفي الدعوة إلى الله -عز وجل- ليأسنا من النجاح في تغيير الأرضيةالاجتماعية.. فإذاً، إن على المرأة المؤمنة، أن تستعين بهذه التجربة النبوية، وهي معتمدة على عنصرين، كما اعتمد النبي (ص) وهما:
العنصر الأول: الاستفادة منالفطرة، والأرضية المودعة في قلوب العباد، وقد قال رسول الله (ص): (كل مولود يولد على الفطرة: فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه).. فالنبي (ص) استغل هذه الأرضية المودعة في قلب كل بشر،ألا وهو عنصر الفطرة السليمة، والميل الفطري إلى ما هو الحق.
العنصر الثاني: المددالإلهي، الذي تجلى تارةً من خلال التصرف في عالم الوجود: كنصرة الملائكة في معركة بدر، وإلقاء الرعب في القلوب، وإلقاء المودة في القلوب.. إن هذا العنصرهو أن نعتقد بأن القلوب بيد الله -عز وجل- كما قال المصطفى (ص): (القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء).. والقرآن الكريم في إشارة سريعة، يذكر لنا سراً من أسرار هذا الوجود، عندما يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.. صحيحأنهذا الود هو بين الله وبين عبده وبينأمته، ولكن أيضاً يتجلى هذا الحب بينه وبين الناس.. فالمؤمن شخصية محبوبة، وفي زيارة أمين الله نقولاللهم!.. اجعل نفسي مطمئنة بقدرك.. راضية بقضائك.. مولعة بذكرك ودعائك.. محبة لصفوة أوليائك.. محبوبة في أرضك وسمائك).
- فإذن، إن المؤمن شخصية محبوبة، ومن هنا يستغل هذا المدد الإلهي في هذا المجال،بالإضافة إلى أرضية الفطرة السليمة، وبذلك يمكن أن يفتح القلوب المنغلقة، فلا ينبغياليأس في هذا المجال.. فإذاً، هذه الغربة التي نعيشها هذه الأيام جميعاً رجالاًونساءً، طريق معالجتها هو التغلغل في النفوس، ومحاولة تبديل طريقة الأمروالنهي، والتحكم، وإصدار الأوامر والقرارات، إلى طريقة النفوذ في لب العباد..وعندئذٍ نرى كيف أن جوارح الخلق تنساق إلينا بعد إن ملكنا جوانحها.
النقطة الثانية: تقوية عنصر الإرادة.. إنمن مشاكل الأخوات في هذا الزمان، أن المرأة كمال استقرارها واطمئنانها هو في الحياة الأسرية، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}، فالمرأة لا يمكن أن تسكن إلا من خلال تشكيلالأسرة، وما في هذا التشكيل من تبعات وانشغالات نفسية وبدنية.. ولكن هنالك فترة منفترات العمر، البنت لا يمكنها أن تعيش هذا السكن إلى حدود العشرين، والاثنينوالعشرين.. والبعض اللاتي لم يقدر الله -عز وجل- لهن تشكيل أسرة -وهذهطبقة يُعتد بها من بنات المجتمع هذه الأيام- هنا تكمن المشكلة في تدبير المعيشة،والحالة النفسية، وهي في دائرة مغلقة.
- إن المرأة المتزوجة لها أولادها، وزوجها، وتسوقها، وما يتعلق بشؤون المنزل، فوقتها مستغرق في هذه الأمور.. ولكن المشكلة في البنتالجامعية المتعلمة، والتي هي كتلة من الطاقة، وقد تكون فيها حالة من حالات النبوغوالذكاء المتميز، ولكن هكذا شاء القضاء والقدر، أن تكون حبيسة فيالمنزل.. حيث أنه من هنا تبدأ الانحرافات المختلفة: بدؤها من عالم التصورات، والأوهام،والخوف من المستقبل، والقلق النفسي، والعيش في عالم خيالي وهمي.. ومع الأسف عالمالوهم والخيال، هو عالم وهمي، ولكن مع مرور الأيام هذا العالم يتحول إلى عالمحقيقي، والشيطان يصور لها حالة معينة من الميل إلى الشهوات مثلاً، وهي لا تجد لها سبيلاً إلى الواقع العملي كالأسرة.. فقد تميل لا شعورياً إلىبعض الانحرافات المتاحة هذه الأيام.
- إن الفتاة سابقاً إذا أرادت أن تتعرف على شابٍ، فإن الأمر كان شبه مستحيل، إذ أن القضية تحتاج إلى مقدمات طويلة، وإلى بيئلا توجد في بيئ المسلمين، وفي البيئة الشرقية.. ولكن هذه الأيام، ومع وجودأدوات الاتصال الحديثة، صار بإمكان البنت أن تتصل بمن تريد، وبما تريد،وكيفما تريد.. ومن هنا نعرف المشاكل المترتبة المعروفة هذه الأيام على المحادثات والمصادقات.. ومع الأسف طبيعة الفتاة أنها طبيعة ميالةإلى الحديث العاطفي، وبعض الشباب هذه الأيام، من واقع الخبرةوالمهارة، يتفنن في اصطياد الفرائس بكلمة واحدة.. ومن هنا نلاحظ بأن هذه المشكلة هذهالأيام، من المشاكل التي أوقعت الكثيرات في أزمة خانقة، ولطالما دمرت البيوت من هذهالزاوية الحرجة.
- فإذاً، إن الحل يأتي في هذا المجال في تقوية عنصر الإرادة.. وعلينا أن نعلم بأن الشيطان متربص بكل من يريد أن يخرج من دائرة الهدى.. فالشيطانإذا رأى حركة هداية في فرد، فإنه بما له من الخبرةالعريقة في هذا المجال في إغواء بني آدم، سيعمل عمله في اصطياد فرائسه.. وخاصةالمرأة المؤمنة العاملة، التي تعمل في مجال الحوزة العلمية، أوفي مجال الجامعة؛ نشراً للهدى.. بمقدار ما تفتح القلوب المنغلقة عن الهدى الإلهي، فبنفس النسبة الشيطان يستثمر طاقاته، وجهوده في تحريف هذه المسيرة.
النقطة الثالثة: الوسطية.. أي يجب أن يكون هناك حالة وسطية، بين حالة الإفراط والتفريط في مسألةالتعامل مع الجنس الآخر.. لا شك أن الإسلام الذي سياسته قائمة على عنصرالوقاية قبل العلاج، ونلاحظ ذلك من خلال الأحكام الشرعية، التي قد لا يستسيغها البعض.. إذ أنالإسلام لا يريد من الإنسان أن يقترب من دائرة الخطر: فحرم: المصافحة مع المرأة، والحديث الشهوي، والنظرة الشهوية التي فيها ريبة مثلاً، حتى أن البعض يرى كراهةالجلوس في موضع جلست فيه امرأة، بحيث يحس الإنسان بحرارة بدنها.. كل هذه السياسات التي قد لا تنسجم مع مزاج الإنسان الذي يريد أن يكونمتحرراً، هي من أجل أن لا يقع ذلك المحذور لمن فيقلبه مرض.. وهذه الوقاية للجميع، أنتِ أيتها الفتاة عليكِ أن تراعي هذه القواعد،قواعد السلامة مع الجميع؛ لئلا يطمع الذي في قلبه مرض!.. فبالنسبةإلى مراعاة الحدود الشرعية في هذا المجال، تكون من جهة ضبط الحجاب، وعدم الخضوع فيالقول.. ومع الأسف هذه الأيام بعض الدعاوى الغريبة تقول: بأن ما ورد منآيات الحجاب والعفة وما شابه ذلك، هذه الأمور خاصة بنساء النبي (ص) {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا}!.. إذا كان الخطاب لنساء النبي (ص)، فالأمر لا يحتاج إلىوحي مُنّزل ومُسجل في كتاب الله -عز وجل-.. إذ يكفي أن يبلغ النبي الأكرم (ص) نساءه هذاالبيان من السماء.
- فإذاً التوسط بين التحجر، وبين الحداثة.. إن البعض -معالأسف- في هذا المجال، قد يبالغ في مسألة إيجاد الحدود التي لم يُلزم بهاالشرع!.. هنالك دائرة إلزام، وهنالك دائرة احتياط، واستحباب.. فإذا ورد فتوىباحتياط وجوبي أو استحبابي، وكان هنالك مهرب من هذه الفتوى!.. فلا ينبغي أننعامل الاستحباب، أو الاحتياط، معاملة الحرام، وترك الواجب!.. مع الأسف البعض منايخلط بين الأوراق المتشابهة!.. من الحسن أن نعود الناس على طريقالسلامة والنجاة، ولكن لا على نحو الإلزام الشرعي، الذي قد يُنفر البعض في هذاالمجال؟!.. فإذاً هي نقطة أيضاً من النقاط التي ينبغي أن نراعيها، وخاصة -مع الأسف- فيمجال التعامل الإسلامي في العمل المشترك، سواءً كان مشتركاً على الأرض، أو من خلالالمواقع، والمنتديات، وما شابه ذلك.. فالبعض من المؤمنين والمؤمنات، قد يعتقد بأن هنالك حصانة إلهية، ما دام أنه يشارك في هذا المنتدى بدافع خدمةالدين.. فهو بالتالي في أمنٍ من الزلل، والحال ليس كذلك.. بعض الأوقات الأمريبدأ باسم الدين، ولكن ينتهي إلى ما لا يُحمد عقباه.. إذاً يكفي أن نركز على هذه المقولة فقط: "المرأة والرجل، كقطبيالمغناطيس المتخالفين".. أن أن التجاذب قهري شئت أم أبيت، فلا ينبغي أن نكابر فيهذا المجال.. فعامة الشباب يُعجبون بظاهر الفتاة،والخواص من الشباب يُعجب بباطن الفتاة: بكلامها، وبفكرها،وبعطائها، وبإلقائها للكلمة الطيبة، وبكتابتها للكلمة الطيبة.. فهذا طبيعي أن الشاب يُعجببهذه الفتاة إعجاباً قهرياً، وكذلك العكس في جانب المرأة.
- إن الإنسان قد يُعجببرجلٍ مثله، والفتاة بفتاةٍ مثلها، فليس هنالك مما يُخاف منه في هذا المجال..ولكن مع وجود التجاذب الغريزي، والتجاذب الغريزي بمثابة المواد المنفجرة!.. أي بمثابة اللغم، والإعجاب بمثابة الفتيل!.. فإذا كان هنالك تجاذب غريزي، فإن الصاعق هو عبارة عن حالة الإعجاب،والارتياح النفسي!.. ومن هنا نرى بأن الأمر يبدأ بحركة هادفة، ثم إعجاب، ثمارتياح، ثم تحرك الغرائز بشكل خفي!.. والقضية الغريزية قضية عصبية تلقائية، بعض الأوقات الأمر لا يخضع للإرادة، فعندما تكون هنالك خلوة بين رجل وبين امرأة، فإن السلسلة العصبية فيكل منهما تعمل وبشكل تلقائي.. فيحدث ما يحدث من أنواع التجاذب والتأثر.. فالإنسان المؤمن عليه أن لا يجعل العمل الاجتماعي، والانشغال بخدمة الدين؛ ذريعة إلى هذا المجال.. فالنبي الأكرم -صلىالله عليه وآله وسلم- في يوم من الأيام كان يمشي في المدينة، فتحدث مع امرأة فيخلوة، أو في بعد عن أصحابه ثم رجع، وقال لأصحابه: هذه عمتي!.. أي لاتظنوا بأني قد عملتُ فعلاً نشازاً!.. وقد ورد في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن (عليه السلام): (إياك ومواطن السوء، والمجلس المظنون به السوء!.. فإن قرين السوء يغرّ خليله).. أي إياك وأن تدخل موضعاً، من الممكن أن يُثير مثل هذا الفساد.
- إن في قضية الواجبات الكفائية: إذا ترك الواجب الكفائي،ولم يُعمل به.. فإن الذين كان بإمكانهم التأثير، ولم يقوموا بالعمل يحاسبون جميعاً.. فيوم القيامة من الممكن أن يؤتى بالعبد، وله منالأعمال كجبال تهامة.. ولكن يتفاجأ بملفات كثيرة من السيئات، والآثام التي لم تخطرعلى باله، منها كأن يقال: أنتِ امرأة مؤمنة كنتِ معروفة بوصفكِ الإيماني في الجامعة، وفيالمنطقة، وفي المسجد، وفي الحي، أو في القرية، أو المدينة.. وقد وقع هذا الانحرافالأسري من: أخت، أو عمة، أو خالة، أو بنت.. وأنتِ لم تساهمي في إيقاف هذا المنكر، وكان بإمكانكِ أن تكوني داعية إلى الله -عز وجل-، يقول الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.. لا يراد بالأمة هنا خصوص الرجال، ولا خصوص العلماءمن الرجال.. فلكل إنسان حقل تأثير اجتماعي، وقد قال (ص): (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته).. والنبي (ص) أيضاً لم يفرق بين ذكر وأنثى.
- فإذاً، لابد من أن تكون كل واحدةمن المؤمنات علماً من أعلام الهداية، وعلماً من أعلام الإرشاد.. وليس معنى علماً منالأعلام بمعنى النتيجة، بل بمعنى السعي.. فنحن علينا أن نقوم بما علينا من السعيفيهذا المجال، وأما النتيجة فهي بيد رب العالمين.. ولا شك أن المرأة، أوالرجل، أو الشاب، أو الشابة.. إذا انطلقا في سبيل خدمة الدين، فإن الرب الذي كان معالأنبياء ومع المرسلين: شد عضد موسى بأخيه، وأعطاه العصا من الآياتالبينات، وما شابه ذلك.. هكذا دعم خط موسى -عليه السلام- في رسالته، وهو ربالعالمين في كل عصرٍ، يعلم كيف يدعم الدعاة إلى طاعته، ولو إلقاءً لحبه في قلوبالذين يعمل معهم {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}!
- إن المؤمنة تعيش الغربة في الشارع، وفي الجامعة، وفي المدرسة، حتى أن البعض منالمؤمنات يعشن الغربة في الأسرة!.. فالجو الأسري قد يكون تماماً في حركة مواجهة ومعاكسة، لحركة هذه الفتاة المؤمنة.. مع الأسف بعض المؤمنين وبعض المؤمنات، لايتعاملون مع هذه الحركة المعاكسة بلباقةٍ، وذكاءٍ، ومداراةٍ.. وكما هو مرسوم فيالخط الإسلامي، فإن المؤمن يتواجه، ويتصادم، ويُنتقدبشدة.. وفي النهاية يعيش حالة التقوقع، والعزلة.. وقد يُجر ذلك إلى بعض المحرمات: كعقوقالوالدين، والمصادمة الاجتماعية، وما يتبع ذلك من السلبيات المعروفة في هذا المجال.
- كيفية مواجهة حالة الغربة:
النقطة الأولى: التعامل اللبق مع الجو المخالف.. إذا وجدت فتاة في بيئةٍلا تنسجم معها، وخاصة أن الأبوين المؤمنين هذه الأيام، إذا لم تكن لهماثقافة تربوية، ووعي في هذا المجال، من الممكن أن لا ينسجما حتى مع البنت، أو الشابالمؤمن.. فالخطوة الأولى في هذا المجال، أن نقوم أولاً بعملية فاعلة في تغيير هذاالوسط الضاغط.. فعندما يكون هنالك موجة، فإن الإنسان أمام هذه الموجة: تارةً يهرب منهافراراً بدينه، وتارةً يقف أمامها كاسراً لها.. وهنا تتجلى مهارةالمؤمن في أن يكسر الموجة، وفي أن يمتص هذه الصدمة.. وبدلاً من أن يكون عنصراًمنفعلاً، يكون عنصراً فاعلاً.. ولاينبغي اليأس في هذا المجال، بل لابد من الحركة الدائبة والذكية من أجل تغيير هذاالوسط!.. فرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أُعطي أسوء العينات في تاريخالبشرية.. إذ أن بعض المفاسد الموجودة فيعرب الجزيرة، لا نجدها في أية أمة من الأمم: كوأد البنات.. وهذه القضية يذكرها القرآن الكريم: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}.. فالنبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم-بُعث في أمه جامعة بين رذيلتين: رذيلة الجهل والأمية، ورذيلة المفاسد الخلقية.. أي جمعت بين فسادي: سفك الدماء، والإفساد في الأرض.
- إن الملائكة عندما توقعت أن الإنسان سيسفك الدماء {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}..فإن هذا الوصف انطبق على الجاهليين بشكل واضح.. إذ أن سفكهم للدماء معروف، وكذلك حروبهم الطويلة، حيث أن الحرب عندهم من الممكن أن تمتد لمدة أربعين أو خمسين سنة بسبب أمرٍ تافه!..
- إن رسول الله (ص) حول هذه العينة المتناهية التثاقل، إلى مجتمع مدني فيه كبار الصحابة والصحابياتالذين قالوا: (كنّا مرَّة رعاة الإبل، فصرنا اليوم رعاة الشمس).. والنبي (ص) لم يستعمل الإعجاز في عالم الدعوة والتبليغ إلا نادراً.. أما شق القمر،وتسبيح الحصى، وحركة الشجرة، وما شابه ذلك.. فإن هذه المعجزات استخدمها (ص)في برهة من حركته التبليغية، ولإثبات أصل النبوة، وأنه مرتبط بالسماء.. وإلا فإن النبي (ص) كان بناؤه علىأن يستعمل الأساليب المتعارفة في الدعوة.. ولو أن النبي (ص) استعان بعالم الغيب كثيراًفي الدعوة إلى الله -عز وجل- ليأسنا من النجاح في تغيير الأرضيةالاجتماعية.. فإذاً، إن على المرأة المؤمنة، أن تستعين بهذه التجربة النبوية، وهي معتمدة على عنصرين، كما اعتمد النبي (ص) وهما:
العنصر الأول: الاستفادة منالفطرة، والأرضية المودعة في قلوب العباد، وقد قال رسول الله (ص): (كل مولود يولد على الفطرة: فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه).. فالنبي (ص) استغل هذه الأرضية المودعة في قلب كل بشر،ألا وهو عنصر الفطرة السليمة، والميل الفطري إلى ما هو الحق.
العنصر الثاني: المددالإلهي، الذي تجلى تارةً من خلال التصرف في عالم الوجود: كنصرة الملائكة في معركة بدر، وإلقاء الرعب في القلوب، وإلقاء المودة في القلوب.. إن هذا العنصرهو أن نعتقد بأن القلوب بيد الله -عز وجل- كما قال المصطفى (ص): (القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء).. والقرآن الكريم في إشارة سريعة، يذكر لنا سراً من أسرار هذا الوجود، عندما يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.. صحيحأنهذا الود هو بين الله وبين عبده وبينأمته، ولكن أيضاً يتجلى هذا الحب بينه وبين الناس.. فالمؤمن شخصية محبوبة، وفي زيارة أمين الله نقولاللهم!.. اجعل نفسي مطمئنة بقدرك.. راضية بقضائك.. مولعة بذكرك ودعائك.. محبة لصفوة أوليائك.. محبوبة في أرضك وسمائك).
- فإذن، إن المؤمن شخصية محبوبة، ومن هنا يستغل هذا المدد الإلهي في هذا المجال،بالإضافة إلى أرضية الفطرة السليمة، وبذلك يمكن أن يفتح القلوب المنغلقة، فلا ينبغياليأس في هذا المجال.. فإذاً، هذه الغربة التي نعيشها هذه الأيام جميعاً رجالاًونساءً، طريق معالجتها هو التغلغل في النفوس، ومحاولة تبديل طريقة الأمروالنهي، والتحكم، وإصدار الأوامر والقرارات، إلى طريقة النفوذ في لب العباد..وعندئذٍ نرى كيف أن جوارح الخلق تنساق إلينا بعد إن ملكنا جوانحها.
النقطة الثانية: تقوية عنصر الإرادة.. إنمن مشاكل الأخوات في هذا الزمان، أن المرأة كمال استقرارها واطمئنانها هو في الحياة الأسرية، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}، فالمرأة لا يمكن أن تسكن إلا من خلال تشكيلالأسرة، وما في هذا التشكيل من تبعات وانشغالات نفسية وبدنية.. ولكن هنالك فترة منفترات العمر، البنت لا يمكنها أن تعيش هذا السكن إلى حدود العشرين، والاثنينوالعشرين.. والبعض اللاتي لم يقدر الله -عز وجل- لهن تشكيل أسرة -وهذهطبقة يُعتد بها من بنات المجتمع هذه الأيام- هنا تكمن المشكلة في تدبير المعيشة،والحالة النفسية، وهي في دائرة مغلقة.
- إن المرأة المتزوجة لها أولادها، وزوجها، وتسوقها، وما يتعلق بشؤون المنزل، فوقتها مستغرق في هذه الأمور.. ولكن المشكلة في البنتالجامعية المتعلمة، والتي هي كتلة من الطاقة، وقد تكون فيها حالة من حالات النبوغوالذكاء المتميز، ولكن هكذا شاء القضاء والقدر، أن تكون حبيسة فيالمنزل.. حيث أنه من هنا تبدأ الانحرافات المختلفة: بدؤها من عالم التصورات، والأوهام،والخوف من المستقبل، والقلق النفسي، والعيش في عالم خيالي وهمي.. ومع الأسف عالمالوهم والخيال، هو عالم وهمي، ولكن مع مرور الأيام هذا العالم يتحول إلى عالمحقيقي، والشيطان يصور لها حالة معينة من الميل إلى الشهوات مثلاً، وهي لا تجد لها سبيلاً إلى الواقع العملي كالأسرة.. فقد تميل لا شعورياً إلىبعض الانحرافات المتاحة هذه الأيام.
- إن الفتاة سابقاً إذا أرادت أن تتعرف على شابٍ، فإن الأمر كان شبه مستحيل، إذ أن القضية تحتاج إلى مقدمات طويلة، وإلى بيئلا توجد في بيئ المسلمين، وفي البيئة الشرقية.. ولكن هذه الأيام، ومع وجودأدوات الاتصال الحديثة، صار بإمكان البنت أن تتصل بمن تريد، وبما تريد،وكيفما تريد.. ومن هنا نعرف المشاكل المترتبة المعروفة هذه الأيام على المحادثات والمصادقات.. ومع الأسف طبيعة الفتاة أنها طبيعة ميالةإلى الحديث العاطفي، وبعض الشباب هذه الأيام، من واقع الخبرةوالمهارة، يتفنن في اصطياد الفرائس بكلمة واحدة.. ومن هنا نلاحظ بأن هذه المشكلة هذهالأيام، من المشاكل التي أوقعت الكثيرات في أزمة خانقة، ولطالما دمرت البيوت من هذهالزاوية الحرجة.
- فإذاً، إن الحل يأتي في هذا المجال في تقوية عنصر الإرادة.. وعلينا أن نعلم بأن الشيطان متربص بكل من يريد أن يخرج من دائرة الهدى.. فالشيطانإذا رأى حركة هداية في فرد، فإنه بما له من الخبرةالعريقة في هذا المجال في إغواء بني آدم، سيعمل عمله في اصطياد فرائسه.. وخاصةالمرأة المؤمنة العاملة، التي تعمل في مجال الحوزة العلمية، أوفي مجال الجامعة؛ نشراً للهدى.. بمقدار ما تفتح القلوب المنغلقة عن الهدى الإلهي، فبنفس النسبة الشيطان يستثمر طاقاته، وجهوده في تحريف هذه المسيرة.
النقطة الثالثة: الوسطية.. أي يجب أن يكون هناك حالة وسطية، بين حالة الإفراط والتفريط في مسألةالتعامل مع الجنس الآخر.. لا شك أن الإسلام الذي سياسته قائمة على عنصرالوقاية قبل العلاج، ونلاحظ ذلك من خلال الأحكام الشرعية، التي قد لا يستسيغها البعض.. إذ أنالإسلام لا يريد من الإنسان أن يقترب من دائرة الخطر: فحرم: المصافحة مع المرأة، والحديث الشهوي، والنظرة الشهوية التي فيها ريبة مثلاً، حتى أن البعض يرى كراهةالجلوس في موضع جلست فيه امرأة، بحيث يحس الإنسان بحرارة بدنها.. كل هذه السياسات التي قد لا تنسجم مع مزاج الإنسان الذي يريد أن يكونمتحرراً، هي من أجل أن لا يقع ذلك المحذور لمن فيقلبه مرض.. وهذه الوقاية للجميع، أنتِ أيتها الفتاة عليكِ أن تراعي هذه القواعد،قواعد السلامة مع الجميع؛ لئلا يطمع الذي في قلبه مرض!.. فبالنسبةإلى مراعاة الحدود الشرعية في هذا المجال، تكون من جهة ضبط الحجاب، وعدم الخضوع فيالقول.. ومع الأسف هذه الأيام بعض الدعاوى الغريبة تقول: بأن ما ورد منآيات الحجاب والعفة وما شابه ذلك، هذه الأمور خاصة بنساء النبي (ص) {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا}!.. إذا كان الخطاب لنساء النبي (ص)، فالأمر لا يحتاج إلىوحي مُنّزل ومُسجل في كتاب الله -عز وجل-.. إذ يكفي أن يبلغ النبي الأكرم (ص) نساءه هذاالبيان من السماء.
- فإذاً التوسط بين التحجر، وبين الحداثة.. إن البعض -معالأسف- في هذا المجال، قد يبالغ في مسألة إيجاد الحدود التي لم يُلزم بهاالشرع!.. هنالك دائرة إلزام، وهنالك دائرة احتياط، واستحباب.. فإذا ورد فتوىباحتياط وجوبي أو استحبابي، وكان هنالك مهرب من هذه الفتوى!.. فلا ينبغي أننعامل الاستحباب، أو الاحتياط، معاملة الحرام، وترك الواجب!.. مع الأسف البعض منايخلط بين الأوراق المتشابهة!.. من الحسن أن نعود الناس على طريقالسلامة والنجاة، ولكن لا على نحو الإلزام الشرعي، الذي قد يُنفر البعض في هذاالمجال؟!.. فإذاً هي نقطة أيضاً من النقاط التي ينبغي أن نراعيها، وخاصة -مع الأسف- فيمجال التعامل الإسلامي في العمل المشترك، سواءً كان مشتركاً على الأرض، أو من خلالالمواقع، والمنتديات، وما شابه ذلك.. فالبعض من المؤمنين والمؤمنات، قد يعتقد بأن هنالك حصانة إلهية، ما دام أنه يشارك في هذا المنتدى بدافع خدمةالدين.. فهو بالتالي في أمنٍ من الزلل، والحال ليس كذلك.. بعض الأوقات الأمريبدأ باسم الدين، ولكن ينتهي إلى ما لا يُحمد عقباه.. إذاً يكفي أن نركز على هذه المقولة فقط: "المرأة والرجل، كقطبيالمغناطيس المتخالفين".. أن أن التجاذب قهري شئت أم أبيت، فلا ينبغي أن نكابر فيهذا المجال.. فعامة الشباب يُعجبون بظاهر الفتاة،والخواص من الشباب يُعجب بباطن الفتاة: بكلامها، وبفكرها،وبعطائها، وبإلقائها للكلمة الطيبة، وبكتابتها للكلمة الطيبة.. فهذا طبيعي أن الشاب يُعجببهذه الفتاة إعجاباً قهرياً، وكذلك العكس في جانب المرأة.
- إن الإنسان قد يُعجببرجلٍ مثله، والفتاة بفتاةٍ مثلها، فليس هنالك مما يُخاف منه في هذا المجال..ولكن مع وجود التجاذب الغريزي، والتجاذب الغريزي بمثابة المواد المنفجرة!.. أي بمثابة اللغم، والإعجاب بمثابة الفتيل!.. فإذا كان هنالك تجاذب غريزي، فإن الصاعق هو عبارة عن حالة الإعجاب،والارتياح النفسي!.. ومن هنا نرى بأن الأمر يبدأ بحركة هادفة، ثم إعجاب، ثمارتياح، ثم تحرك الغرائز بشكل خفي!.. والقضية الغريزية قضية عصبية تلقائية، بعض الأوقات الأمر لا يخضع للإرادة، فعندما تكون هنالك خلوة بين رجل وبين امرأة، فإن السلسلة العصبية فيكل منهما تعمل وبشكل تلقائي.. فيحدث ما يحدث من أنواع التجاذب والتأثر.. فالإنسان المؤمن عليه أن لا يجعل العمل الاجتماعي، والانشغال بخدمة الدين؛ ذريعة إلى هذا المجال.. فالنبي الأكرم -صلىالله عليه وآله وسلم- في يوم من الأيام كان يمشي في المدينة، فتحدث مع امرأة فيخلوة، أو في بعد عن أصحابه ثم رجع، وقال لأصحابه: هذه عمتي!.. أي لاتظنوا بأني قد عملتُ فعلاً نشازاً!.. وقد ورد في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن (عليه السلام): (إياك ومواطن السوء، والمجلس المظنون به السوء!.. فإن قرين السوء يغرّ خليله).. أي إياك وأن تدخل موضعاً، من الممكن أن يُثير مثل هذا الفساد.
- إن في قضية الواجبات الكفائية: إذا ترك الواجب الكفائي،ولم يُعمل به.. فإن الذين كان بإمكانهم التأثير، ولم يقوموا بالعمل يحاسبون جميعاً.. فيوم القيامة من الممكن أن يؤتى بالعبد، وله منالأعمال كجبال تهامة.. ولكن يتفاجأ بملفات كثيرة من السيئات، والآثام التي لم تخطرعلى باله، منها كأن يقال: أنتِ امرأة مؤمنة كنتِ معروفة بوصفكِ الإيماني في الجامعة، وفيالمنطقة، وفي المسجد، وفي الحي، أو في القرية، أو المدينة.. وقد وقع هذا الانحرافالأسري من: أخت، أو عمة، أو خالة، أو بنت.. وأنتِ لم تساهمي في إيقاف هذا المنكر، وكان بإمكانكِ أن تكوني داعية إلى الله -عز وجل-، يقول الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.. لا يراد بالأمة هنا خصوص الرجال، ولا خصوص العلماءمن الرجال.. فلكل إنسان حقل تأثير اجتماعي، وقد قال (ص): (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته).. والنبي (ص) أيضاً لم يفرق بين ذكر وأنثى.
- فإذاً، لابد من أن تكون كل واحدةمن المؤمنات علماً من أعلام الهداية، وعلماً من أعلام الإرشاد.. وليس معنى علماً منالأعلام بمعنى النتيجة، بل بمعنى السعي.. فنحن علينا أن نقوم بما علينا من السعيفيهذا المجال، وأما النتيجة فهي بيد رب العالمين.. ولا شك أن المرأة، أوالرجل، أو الشاب، أو الشابة.. إذا انطلقا في سبيل خدمة الدين، فإن الرب الذي كان معالأنبياء ومع المرسلين: شد عضد موسى بأخيه، وأعطاه العصا من الآياتالبينات، وما شابه ذلك.. هكذا دعم خط موسى -عليه السلام- في رسالته، وهو ربالعالمين في كل عصرٍ، يعلم كيف يدعم الدعاة إلى طاعته، ولو إلقاءً لحبه في قلوبالذين يعمل معهم {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}!
سمير محمود الطائي- موالي
-
عدد المساهمات : 14
نقاط : 36
عضو مميز : 1
تاريخ التسجيل : 25/08/2010
العمر : 54
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 08, 2014 6:16 pm من طرف السيد عبد الحسين الاعرجي
» زواج المتعة
الأربعاء فبراير 09, 2011 11:07 am من طرف حسين
» الى من يهمه الامر
الخميس نوفمبر 18, 2010 2:26 am من طرف احمد علي حسين العلي
» جبل يضع البيض في الصين
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:31 am من طرف زائر
» لى من يهمه الامر
الأربعاء نوفمبر 03, 2010 9:30 am من طرف سمير محمود الطائي
» زرقاء اليما مه
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 5:17 am من طرف سمير محمود الطائي
» الأخت المؤ منه ومشا كل العصر
الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:59 am من طرف سمير محمود الطائي
» أعجوبة صورة الضحى
الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:48 am من طرف سمير محمود الطائي
» با لحسين معا دلتي موزونه
الإثنين سبتمبر 27, 2010 6:30 pm من طرف سمير محمود الطائي