مواضيع مماثلة
لائحة المساحات الإعلانية
لإضافة إعلاناتكم الرجاء
مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي
بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 242 بتاريخ الأحد ديسمبر 01, 2013 9:22 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 57 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو yaasaay فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 563 مساهمة في هذا المنتدى في 551 موضوع
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير العام | ||||
عاشقة الزهراء | ||||
سمير محمود الطائي | ||||
قدوتي زينب ع | ||||
الغضب الصدري | ||||
Aorn | ||||
يا صاحب الزمان | ||||
حسين | ||||
احمد علي حسين العلي | ||||
السيد عبد الحسين الاعرجي |
ما هو وجه الإعجاز في القرآن الكريم؟
صفحة 1 من اصل 1
ما هو وجه الإعجاز في القرآن الكريم؟
الجواب:
قبل الدخول في بيان الشبهات الواردة حول إعجاز القرآن الكريم و بيان الردود على تلك الشبهات التي تشبث بها بعض الملاحدة و المخالفين قديماً، و ثلة من المستشرقين و المبشرين حديثاً، يجدر بنا بيان الوجوه التي ذكرت في كتب المفسرين و الباحثين في علوم القرآن من وجوه الإعجاز في الكتاب العزيز، و هل أنهم استطاعو بما أوتوا من حدة البيان و تقسّم القرائح أن يهتدوا إلى بيان وجوه الإعجاز فيه أم أنهم عجزوا عن بيان حصر وجوه الإعجاز؟ و إن كان يبدو لنا ـ بعد تحكيم العقل ـ هو الثاني ، لمحدودية العقل البشري من سبر أغوار إعجاز كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بيد يديه و لا من خلفه.
فهل وجه الإعجاز هو فصاحته و بلاغته؟ أو حسن أسلوبه و بديع نظمه؟ أو هما مع غيرهما مما تضمنه القرآن من الأحكام و الأخلاق و السياسات و الاخبارت الغيبية، و تحققها على وفق ما أخبر به، إلى غير ذلك من الوجوه التي ذكرها المحققون من وجوه الإعجاز فيه؟ أو من جهة صرف الله الناس و منعه إياهم عن الإتيان بمثل القرآن مع قدرتهم عليه، بحيث يكون الإعجاز في منعهم لا في نفس السور و الآيات القرآنية كما ادعى البعض؟
و لقد أجاد بعض الأساتذة هنا حيث قال:
تكلم العلماء كثيراً عن إعجاز القرآن، و أطالوا الكلام، و ربما خيل إلى واحد منهم أنه قد أدرك ما أراد، و لكن هيهات، أنّى يكون له ذلك، و المفروض أنّ القرآن إن أعجز العقول و القرائح فبالأولى أن يُعجز الألسن ـ إلى أن قال ـ: أجل، إنّ العالم يفهم المعنى الذي يتبادر إلى ذهنه من لفظ القرآن و ظاهره، و يستحيل عليه أن يحيط علماً بجميع معانيه و أسراره. و على هذا، فإذا تحدث العالم عن أسرار القرآن فإنما يتحدث عن إعجاز ما فهمه هو من لفظ القرآن و ظاهره، لا عن إعجاز القرآن كما هو في واقعه .
و من المحققين من اكتفى بنقل وجوه الإعجاز دون أن يختار أحدها، فقال: إعجاز القرآن قيل: لفصاحته، و قيل: لأسلوبه و فصاحته، و قيل: للصرفة، و الكل محتمل.
و قال القوشجي: اتفق الجمهور على أنّ إعجاز القرآن لكونه الطبقة العليا من الفصاحة و الدرجة القصوى من البلاغة، و المراد بالفصاحة في عبارة المتن ما هو أعم منها و من البلاغة، و اطلاقها على هذا المعنى شائع.
و قال بعض المعتزلة: إعجازه لسلوبه الغريب و نظمه العجيب، المخالف لما عليه كلام العرب في الخطب و الرسائل و الأشعار.
و قال القاضي الباقلاني و إمام الحرمين: إن وجه الإعجاز هو اجتماع الفصاحة مع الأسلوب ـ إلى أن قال ـ: و ذهب النظام و كثير من المعتزلة و المرتضى إلى إعجازه بالصرفة، و هي أنّ الله تعالى صرف همم المتحدّين عن معارضته، مع قدرتهم عليها.
و يرى السيّد مير محمّد زرندي أنّ احتمال الصرفة منفي، لأنه لا يناسب ظواهر الآيات القرآنية الدالة على أنّ عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن إنما لخصوصيّته في القرآن نفسه، من الفصاحة و الأسلوب و غيرهما من الامتيازات القرآنية، ثمّ تطرق إلى ذكر تلك الامتيازات و بيان ما يستفاد منها في بيان وجه الإعجاز ، فقال:
قوله تعالى: "قل أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم" .
فيستفاد من هذه الآية ـ التي وقعت جواباً لقولهم: "لولا أنزل عليه آيات من ربّه" ـ أنّ القرآن هو تلك الآية التي يطلبونها، و أنه كافٍ في ذلك، و لا سيما ملاحظة تعبيره تعالى بأنّ الكتاب يكفيهم، و إذاً فالكتاب بنفسه هو الآية، و ليست الآية هي منعهم عن معارضته و الاتيان بمثله، كما هو مقتضى القول بالصرفة.
قوله تعالى: "و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربهم قالوا أساطير الأولين" ، و نظيره قوله تعالى: "فقال إن هذا إلاّ سحر يؤثر" .
و المستفاد من هذه الآية أنهم تعجبوا من حسن نظم القرآن و أسلوبه، فقالوا: هو سحر، أو أساطير الأولين، فلو كان عدم تمكنهم من معارضته هو منعه تعالى لهم عن ذلك لكان المناسب أن يقول: إننا نتمكن من مجارات الآيات القرآنية، لكننا مسحورون، أو ممنوعون عن ذلك، لا أن يقولوا: إنه سحر، أو أساطير الأولين، حيث إنّ معنى هذا هو أنهم قبلوا أنهم لا يقدرون على الإتيان بمثله، لأنه أساطير الأولين أو سحر.
قوله تعالى: "فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله" .
فهذه الآية تدل على أنه إذا كان الكلام القرآني خارجاً عن قدرتهم فيكون إذاً منزلاً من قبل الله القادر، لا أنهم إذا منعوا عن الإتيان بمثله كشف ذلك المنع عن كونه من الله تعالى، ككشف العصا كون موسى (عليه السّلام) نبيّاً.
فتلخص: أنّ ظواهر الآيات تؤيد قول من يقول: إنّ إعجاز القرآن ليس من جهة الصرفة و المنع.
و ثمّة وجوه أخرى ذكروها لإبطال القول بالصرفة، لم نذكرها اكتفاءً بما ذكرناه من دلالة الآيات القرآنية نفسها على خلافها، فمن أراد الاطلاع على سائر الردود فليراجع مظانّ وجودها.
هذا كله بالإضافة إلى ضعف ما استدلوا به على القول بالصرفة فإنهم استدلوا بوجهين:
الأول: أنّ فصحاء العرب كانوا يعرفون المفردات القرآنية، و كانوا أيضاً قادرين على صياغة بعض الجمل التركيبية القرآنية، مثل: الحمد لله ربّ العالمين، و هذا معناه أنهم يقدرون على الإتيان بمثل السورة أيضاً.
و أجيب عنه: بأنّ حكم الجملة و السورة قد يخالف حكم الأجزاء.
الثاني: أنّ الصحابة كانوا عند جمع القرآن يتوقفون في إثبات بعض السور و الآيات إلى أن يشهد الثقات على أنها من القرآن، و قد بقي ابن مسعود متردداً في الفاتحة و المعوذتين.
و أجيب عنه: بما تقدم منا من أنّ الجمع للقرآن إنما كان في زمان النبيّ (صلّى الله عليه و آله) مضافاً إلى أنّ الإعجاز ليس مما يظهر لكلّ أحد.
ثمّ تطرق إلى ذكر ما اختاره من وجه الإعجاز، و هو: أنّ التحدي لا بد و أن يكون في أمر موجود في جميع السور القرآنية، حتّى السورة القصيرة منه.
و ردّ على من قال أنّ التحدّي بمثله ناظر إلى الاخبارات الغيبية في القرآن، أو حكاية قصص الماضين، أو إشارته إلى مكارم الأخلاق و نهيه عن رذائلها .. أنّ هذه الموارد و نظائرها من موارد الإعجاز لا يعم مختلف سور القرآن، إذ ليس في كلّ سورة اخبارات غيبية و لا قصص عن الماضين أو غير ذلك مما تقدم.
و بيّن أن ما اختاره في وجه إعجاز القرآن هو الظاهر من قوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" .
و عليه فإنّ تحديد بعض العلماء وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، إن هي إلاّ وجوه إعجاز في القرآن، و ليست وجوه الإعجاز فيه،لأنها غير منحصرة فيما ذكروه، بل هو كما قال تعالى: "و لو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إنّ الله عزيز حكيم"
فالقرآن معجز في كل وجه من وجوهه، و حال من أحواله، بداية ما نزل منه كآخر ما انتهى إليه، و وسطه كطرفيه: نسيج فريد، و نسق واحد، و مستوى شاهق. و هو معجز في حركات حروفه، و حروف كلماته، و كلمات آياته و آيات سوره، و سور مصحفه، معجز فيما أخبر و فيما أنبأ، و فيما أمر و نهى و فيما قرر و نفى، معجز في الصياغة و النظم الموزون، و في التراكيب و المضمون. لا في عصر دون سائر العصور بل للجنّ و الإنس إلى يوم يبعثون.
و قديماً: (سئل بندار الفارسي عن موضع الإعجاز في القرآن فقال:
هذه مسألة فيها حيف على المفتي، و ذلك أنه شبيه بقولكم: موضع الإنسان من الإنسان، فليس للإنسان موضع من الإنسان ... و كذلك القرآن، لشرفه لا يشار إلى شيء منه إلاّ و كان ذلك المعنى آية في نفسه، و معجزة لمحاوله، و أهدى لقائله، و ليس في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله في كتابه، فلذلك حارت العقول، و تاهت البصائر عنده).
و للشيخ الطوسي (رحمه الله تعالى) كلام طويل ـ لم نورده اكتفاءً بما ذكرناه ـ في ردّ من اقتصر على إعجاز القرآن الكريم بخرقه العادة بفصاحته فقط دون اعتبار الفصاحة و النظم معاً،أو قال مجرد النظم هو المعجز، أو جهة إعجازه هو ما تضمنه من الإخبار بالمغيبات، أو قال جهة الإعجاز ارتفاع و الاختلاف و التناقض ، أو قال بالصرفة.
فلسفة التوحيد و الولاية/ محمد جواد مغنية: ص 113.
تجريد الاعتقاد/ نصير الدين الطوسي.
شرح تجريد الاعتقاد/ القوشجي: ص 468.
راجع بحث: "من جمع القرآن"في كتاب: بحوث في تاريخ القرآن/ السيد مير محمّد زرندي.
موجز علوم القرآن/ د. داود العطار: ص 57ـ58 نقلاً عن معترك الأقران، للسيوطي: ج 1 ص 11، و الاتقان: ج 2 ص 120.
الاقتصاد/ الشيخ الطوسي: ص 172 و ما بعدها.
قبل الدخول في بيان الشبهات الواردة حول إعجاز القرآن الكريم و بيان الردود على تلك الشبهات التي تشبث بها بعض الملاحدة و المخالفين قديماً، و ثلة من المستشرقين و المبشرين حديثاً، يجدر بنا بيان الوجوه التي ذكرت في كتب المفسرين و الباحثين في علوم القرآن من وجوه الإعجاز في الكتاب العزيز، و هل أنهم استطاعو بما أوتوا من حدة البيان و تقسّم القرائح أن يهتدوا إلى بيان وجوه الإعجاز فيه أم أنهم عجزوا عن بيان حصر وجوه الإعجاز؟ و إن كان يبدو لنا ـ بعد تحكيم العقل ـ هو الثاني ، لمحدودية العقل البشري من سبر أغوار إعجاز كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بيد يديه و لا من خلفه.
فهل وجه الإعجاز هو فصاحته و بلاغته؟ أو حسن أسلوبه و بديع نظمه؟ أو هما مع غيرهما مما تضمنه القرآن من الأحكام و الأخلاق و السياسات و الاخبارت الغيبية، و تحققها على وفق ما أخبر به، إلى غير ذلك من الوجوه التي ذكرها المحققون من وجوه الإعجاز فيه؟ أو من جهة صرف الله الناس و منعه إياهم عن الإتيان بمثل القرآن مع قدرتهم عليه، بحيث يكون الإعجاز في منعهم لا في نفس السور و الآيات القرآنية كما ادعى البعض؟
و لقد أجاد بعض الأساتذة هنا حيث قال:
تكلم العلماء كثيراً عن إعجاز القرآن، و أطالوا الكلام، و ربما خيل إلى واحد منهم أنه قد أدرك ما أراد، و لكن هيهات، أنّى يكون له ذلك، و المفروض أنّ القرآن إن أعجز العقول و القرائح فبالأولى أن يُعجز الألسن ـ إلى أن قال ـ: أجل، إنّ العالم يفهم المعنى الذي يتبادر إلى ذهنه من لفظ القرآن و ظاهره، و يستحيل عليه أن يحيط علماً بجميع معانيه و أسراره. و على هذا، فإذا تحدث العالم عن أسرار القرآن فإنما يتحدث عن إعجاز ما فهمه هو من لفظ القرآن و ظاهره، لا عن إعجاز القرآن كما هو في واقعه .
و من المحققين من اكتفى بنقل وجوه الإعجاز دون أن يختار أحدها، فقال: إعجاز القرآن قيل: لفصاحته، و قيل: لأسلوبه و فصاحته، و قيل: للصرفة، و الكل محتمل.
و قال القوشجي: اتفق الجمهور على أنّ إعجاز القرآن لكونه الطبقة العليا من الفصاحة و الدرجة القصوى من البلاغة، و المراد بالفصاحة في عبارة المتن ما هو أعم منها و من البلاغة، و اطلاقها على هذا المعنى شائع.
و قال بعض المعتزلة: إعجازه لسلوبه الغريب و نظمه العجيب، المخالف لما عليه كلام العرب في الخطب و الرسائل و الأشعار.
و قال القاضي الباقلاني و إمام الحرمين: إن وجه الإعجاز هو اجتماع الفصاحة مع الأسلوب ـ إلى أن قال ـ: و ذهب النظام و كثير من المعتزلة و المرتضى إلى إعجازه بالصرفة، و هي أنّ الله تعالى صرف همم المتحدّين عن معارضته، مع قدرتهم عليها.
و يرى السيّد مير محمّد زرندي أنّ احتمال الصرفة منفي، لأنه لا يناسب ظواهر الآيات القرآنية الدالة على أنّ عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن إنما لخصوصيّته في القرآن نفسه، من الفصاحة و الأسلوب و غيرهما من الامتيازات القرآنية، ثمّ تطرق إلى ذكر تلك الامتيازات و بيان ما يستفاد منها في بيان وجه الإعجاز ، فقال:
قوله تعالى: "قل أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم" .
فيستفاد من هذه الآية ـ التي وقعت جواباً لقولهم: "لولا أنزل عليه آيات من ربّه" ـ أنّ القرآن هو تلك الآية التي يطلبونها، و أنه كافٍ في ذلك، و لا سيما ملاحظة تعبيره تعالى بأنّ الكتاب يكفيهم، و إذاً فالكتاب بنفسه هو الآية، و ليست الآية هي منعهم عن معارضته و الاتيان بمثله، كما هو مقتضى القول بالصرفة.
قوله تعالى: "و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربهم قالوا أساطير الأولين" ، و نظيره قوله تعالى: "فقال إن هذا إلاّ سحر يؤثر" .
و المستفاد من هذه الآية أنهم تعجبوا من حسن نظم القرآن و أسلوبه، فقالوا: هو سحر، أو أساطير الأولين، فلو كان عدم تمكنهم من معارضته هو منعه تعالى لهم عن ذلك لكان المناسب أن يقول: إننا نتمكن من مجارات الآيات القرآنية، لكننا مسحورون، أو ممنوعون عن ذلك، لا أن يقولوا: إنه سحر، أو أساطير الأولين، حيث إنّ معنى هذا هو أنهم قبلوا أنهم لا يقدرون على الإتيان بمثله، لأنه أساطير الأولين أو سحر.
قوله تعالى: "فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله" .
فهذه الآية تدل على أنه إذا كان الكلام القرآني خارجاً عن قدرتهم فيكون إذاً منزلاً من قبل الله القادر، لا أنهم إذا منعوا عن الإتيان بمثله كشف ذلك المنع عن كونه من الله تعالى، ككشف العصا كون موسى (عليه السّلام) نبيّاً.
فتلخص: أنّ ظواهر الآيات تؤيد قول من يقول: إنّ إعجاز القرآن ليس من جهة الصرفة و المنع.
و ثمّة وجوه أخرى ذكروها لإبطال القول بالصرفة، لم نذكرها اكتفاءً بما ذكرناه من دلالة الآيات القرآنية نفسها على خلافها، فمن أراد الاطلاع على سائر الردود فليراجع مظانّ وجودها.
هذا كله بالإضافة إلى ضعف ما استدلوا به على القول بالصرفة فإنهم استدلوا بوجهين:
الأول: أنّ فصحاء العرب كانوا يعرفون المفردات القرآنية، و كانوا أيضاً قادرين على صياغة بعض الجمل التركيبية القرآنية، مثل: الحمد لله ربّ العالمين، و هذا معناه أنهم يقدرون على الإتيان بمثل السورة أيضاً.
و أجيب عنه: بأنّ حكم الجملة و السورة قد يخالف حكم الأجزاء.
الثاني: أنّ الصحابة كانوا عند جمع القرآن يتوقفون في إثبات بعض السور و الآيات إلى أن يشهد الثقات على أنها من القرآن، و قد بقي ابن مسعود متردداً في الفاتحة و المعوذتين.
و أجيب عنه: بما تقدم منا من أنّ الجمع للقرآن إنما كان في زمان النبيّ (صلّى الله عليه و آله) مضافاً إلى أنّ الإعجاز ليس مما يظهر لكلّ أحد.
ثمّ تطرق إلى ذكر ما اختاره من وجه الإعجاز، و هو: أنّ التحدي لا بد و أن يكون في أمر موجود في جميع السور القرآنية، حتّى السورة القصيرة منه.
و ردّ على من قال أنّ التحدّي بمثله ناظر إلى الاخبارات الغيبية في القرآن، أو حكاية قصص الماضين، أو إشارته إلى مكارم الأخلاق و نهيه عن رذائلها .. أنّ هذه الموارد و نظائرها من موارد الإعجاز لا يعم مختلف سور القرآن، إذ ليس في كلّ سورة اخبارات غيبية و لا قصص عن الماضين أو غير ذلك مما تقدم.
و بيّن أن ما اختاره في وجه إعجاز القرآن هو الظاهر من قوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" .
و عليه فإنّ تحديد بعض العلماء وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، إن هي إلاّ وجوه إعجاز في القرآن، و ليست وجوه الإعجاز فيه،لأنها غير منحصرة فيما ذكروه، بل هو كما قال تعالى: "و لو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إنّ الله عزيز حكيم"
فالقرآن معجز في كل وجه من وجوهه، و حال من أحواله، بداية ما نزل منه كآخر ما انتهى إليه، و وسطه كطرفيه: نسيج فريد، و نسق واحد، و مستوى شاهق. و هو معجز في حركات حروفه، و حروف كلماته، و كلمات آياته و آيات سوره، و سور مصحفه، معجز فيما أخبر و فيما أنبأ، و فيما أمر و نهى و فيما قرر و نفى، معجز في الصياغة و النظم الموزون، و في التراكيب و المضمون. لا في عصر دون سائر العصور بل للجنّ و الإنس إلى يوم يبعثون.
و قديماً: (سئل بندار الفارسي عن موضع الإعجاز في القرآن فقال:
هذه مسألة فيها حيف على المفتي، و ذلك أنه شبيه بقولكم: موضع الإنسان من الإنسان، فليس للإنسان موضع من الإنسان ... و كذلك القرآن، لشرفه لا يشار إلى شيء منه إلاّ و كان ذلك المعنى آية في نفسه، و معجزة لمحاوله، و أهدى لقائله، و ليس في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله في كتابه، فلذلك حارت العقول، و تاهت البصائر عنده).
و للشيخ الطوسي (رحمه الله تعالى) كلام طويل ـ لم نورده اكتفاءً بما ذكرناه ـ في ردّ من اقتصر على إعجاز القرآن الكريم بخرقه العادة بفصاحته فقط دون اعتبار الفصاحة و النظم معاً،أو قال مجرد النظم هو المعجز، أو جهة إعجازه هو ما تضمنه من الإخبار بالمغيبات، أو قال جهة الإعجاز ارتفاع و الاختلاف و التناقض ، أو قال بالصرفة.
فلسفة التوحيد و الولاية/ محمد جواد مغنية: ص 113.
تجريد الاعتقاد/ نصير الدين الطوسي.
شرح تجريد الاعتقاد/ القوشجي: ص 468.
راجع بحث: "من جمع القرآن"في كتاب: بحوث في تاريخ القرآن/ السيد مير محمّد زرندي.
موجز علوم القرآن/ د. داود العطار: ص 57ـ58 نقلاً عن معترك الأقران، للسيوطي: ج 1 ص 11، و الاتقان: ج 2 ص 120.
الاقتصاد/ الشيخ الطوسي: ص 172 و ما بعدها.
المدير العام- Admin
-
عدد المساهمات : 501
نقاط : 2147483647
عضو مميز : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
العمر : 44
مواضيع مماثلة
» ما هي خواصّ نظم القرآن الكريم?
» ما هي أسرار ترتيب القرآن الكريم، و الحكمة في ذلك؟
» قيل : أن سياق و لحن سورة الحمد ( فاتحة الكتاب ) يختلف عن سياق و لحن سائر سور القرآن الكريم ، فما الوجه في هذا الاختلاف؟
» ما هي أسرار ترتيب القرآن الكريم، و الحكمة في ذلك؟
» قيل : أن سياق و لحن سورة الحمد ( فاتحة الكتاب ) يختلف عن سياق و لحن سائر سور القرآن الكريم ، فما الوجه في هذا الاختلاف؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 08, 2014 6:16 pm من طرف السيد عبد الحسين الاعرجي
» زواج المتعة
الأربعاء فبراير 09, 2011 11:07 am من طرف حسين
» الى من يهمه الامر
الخميس نوفمبر 18, 2010 2:26 am من طرف احمد علي حسين العلي
» جبل يضع البيض في الصين
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:31 am من طرف زائر
» لى من يهمه الامر
الأربعاء نوفمبر 03, 2010 9:30 am من طرف سمير محمود الطائي
» زرقاء اليما مه
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 5:17 am من طرف سمير محمود الطائي
» الأخت المؤ منه ومشا كل العصر
الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:59 am من طرف سمير محمود الطائي
» أعجوبة صورة الضحى
الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:48 am من طرف سمير محمود الطائي
» با لحسين معا دلتي موزونه
الإثنين سبتمبر 27, 2010 6:30 pm من طرف سمير محمود الطائي