قصيدة في ذكر فضائل أهل البيت (عليهم السلام) تنشر لأول مرة

نظم السيد باقر الكيشوان الموسوي من قصيدة طويلة جدا:

1 ـ أَذَاعَ الْهَوى ما كُنْتُ أَكْتِمُ فيكُمُ
وأَظْهَرَ ما أَضْمرتهُ في الْسَّريرةِ

2 ـ ولَمْ أَكُ قَبْلَ الْيَومِ أَهْوى سِوَاكُمُ
ولابَعْدَهُ حَتَّى أُوَافي مَنِيَّتي

3 ـ وَمَا عَاشِقٌ في حُبِّهِ وَغَرَامِهِ
لِمَعْشوقِهِ مِنْ فَرْطِ حَرِّ الْصَّبَابَةِ

4 ـ كَحُبِّي لَكٌمْ يَا آل بَيْت مُحَمَّدٍ
وقَدْ بَلَغَتْ حَدَّ الْشِّغَافِ مَحَبَّتي

5 ـ وَلَمْ يَكُ حُبِّي فِيكُمُ عَنْ صَبَابَةٍ
ولا عَنْ هَوىً بَلْ كَانَ مَحْضَ هِدَايَةِ

6 ـ وقَدْ عَلِقَتْ رُوحي بكُمْ قَبْلَ نَشْأَتي
وهَامَتْ بكُمْ حَتَّى اسْتَقَرَّتْ بِطِينَتي

7 ـ وما زَالَ قَلْبي في هَواكُمْ مُتَيَّمٌ
وصَبٌّ بِذِكْراكُمْ وتِلْكَ جِبلّتي

8 ـ وقَد ْأُخِذَتْ مِنَّا عُهُوداً وثيقةً
سَنُوفي بها في حَقِّكُمْ دونَ رَيبَةِ

9 ـ وإِنّي لَبَاقٍ ماحَيِيتُ مُعَاهِداً
ومُوفٍ لَكُمْ يا آل بيت النُّبوَّةِ

10 ـ ولَسْتُ بِمُخْفٍ ما بَقِيتُ فَضيلَةً
علمتُ بها فيكم أتت أو بآية

11 ـ وماأَنا مِمَّنْ يَسْتَريبُ بِفَضْلِكُمْ
ويُخْفي هَواهُ فيكمُ عِنْ تَقيَّةِ

12 ـ ومَنْ لامَنِي فِيكُمْ تَرَكْتُ وَلاءَهُ
وَقَطَّعْتُ مِنْهُ حَبْلَ كُلٍّ مَودَّةِ

13 ـ ومَنْ قال أنّي قدْ ضَلَلْت بحبٍّكمْ
وشتّانَ ما بينَ الهدى والضلالَةِ

14 ـ لَقُلْتُ لَهُ ما أَنْتَ لِلرُّشْدِ بَاِلغاً
لِتَحْكمَ مَا بَيْني وبَينَ أَحِبَّتي

15 ـ فدَعْ عنْكَ ما قدْ كُنْتَ فِيه ضَلَلْتَني
ولا تَبْتَغِي أَمراً بِغَيْرِ دِرايَةِ

16 ـ ولاتَعْدوا في أَمْرٍ أَردْتَ بَيَانه
عَنِ الحَقِّ أَو تَنْظُرْ بِعَيْنٍ كَلِيْلَة

17 ـ فَاِنَّكَ لوْ رُمْتَ الْثَرَى لاتَنَالَه
فَكَيْفَ الْثُرَيَّا فاتَّعِظْ بِمَقَالَتِي

18 ـ وَمَنْ قَاسَكُمْ بالْنَّاسِ يا آلَ أَحْمَدٍ
تَنَكَّبَ عَنْ نَهْجِ الْهُدَى والْعَدَالَةِ

19 ـ وَمَنْ شَكَّ فِيكُمْ أَوْ تَشَكَّكَ فَضْلكُمْ
تَرَدَّى ثِيَابَ الْذُّلِّ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ

20 ـ وَصَارَتْ لَهُ سيمَاءُ كُلِّ مُنَاصِبٍ
لِآل رَسُول الَّله تِلْكَ الْعَدَاوَةِ

21 ـ فَاِنْ تَابَ تَابَ الَّله عَنْهُ بِفَضْلِهِ
وَأَصْبَحَ لا يُنْبَزْ بتِلْكَ الْخَصيصةِ

22 ـ وسِيَّان مَنْ صَلَّى وصَامَ ولَمْ يَكُنْ
مُوَالٍ لَكُمْ، أَوْ كَانَ جَاحِدَ نِعْمَةِ

23 ـ فضائلكُمْ كَالْشَّمْسِ يُحْجَبُ ضوئُها
لِأَبْصَارِنا إنْ أَشْرَقَتْ أَوْ تَجَلَّت؟ِ

24 ـ ذَهَبْتُمْ بِهَا فَخْراً ومَجْداً وسؤْدداً
وحُزْتُمْ بِهَا في الْسَّبْقِ كُلَّ فَضيلَةِ

25 ـ فيا سَائِلي عَنْهُمْ لِسَانيَ قَاصِرٌ
وبَاعِي قَصِيرٌ فَاعْفِني عَنْ إجابتي

26 ـ فلوْ أَنَّ مَاءَ الْبَحْرِ فِيهِمْ يَمُدُّهُ
بِسَبْعَةِ أَمْدَادٍ فَضَائِلَ قَلَّتِ

27 ـ وكَمْ آيَةٍ في مُحْكَمِ الْذِّكْرِ أُنْزِلَتْ
بِحَقِّهِمُ أَرْبَتْ عَلى كُلِّ غَايَةِ

28 ـ تَجَلَّوْا لآِي الْذِّكْرِ والْذِّكْرُ فيهُمُ
تَجَلَّى، فَهُمْ أَصْحَابهُ دوْنَ رَيْبةِ
َ
29 ـ وما الْنَّاس في بَسْطِ الْهَوى وَانْقِبَاضِهِ
-رويدكَ- إلاَّ واحِداً مِنْ ثَلاَثَةِ

30 ـ فَبَعْضٌ يُغَالي في هَواهُمْ ويَرْتَقي
هَواهُ ويَعْدو في مَهَاوي الْضَّلالَةِ

31 ـ وبَعْضٌ غَدَا قَالٍ وأَغْرَاهُ بُغْضهُ
وأَثْنَاهُ عنْ نشْدَانِ عَيْنِ الْحَقِيقَةِ

32 ـ وبَعْضهمُ ما بَيْنَ ذَيْنَيْكَ أَمْرهُ
وأَوْسَطهُمْ في نَيْلِ تِلْكَ الْمَودَّةِ

33 ـ وما الْنَّاس-إنْ دَانوا لَهُمْ- في ظَلالَةٍ
وما الْنَّاس-إنْ زَاغُوهُمُ- في هدَايَةِ

34 ـ فَطُوبى لِمَنْ لَمْ يَغْمطِ الْحَقَّ أَهْلهُ
ولَمْ يَرْتَكِبْ في حَقِّهِمْ منْ جِنَايَةِ

35 ـ وأنيِّ رَأَيْتُ الْنَّاس ـ إلاَّ أَقَلَّهمْ ـ
تَنَكَّبَ عَنْهُمْ نَهْجهُمْ في الْهِدَايَةِ

36 ـ وأَنْكَرَ بَعْضٌ فَضْلهمْ بِرِوايَةٍ
تَنَاقَلَهَا أَحْبَارأَهْلِ الْرِّوَايَةِ

37 ـ فَضَامُوا بِهَا حَقّاً لِآلِ مُحَمَّدٍ
لِغَيْرِهِمُ لَمْ تَأَتِي تِلْكَ الْفَضِيلَةِ