مواضيع مماثلة
لائحة المساحات الإعلانية
لإضافة إعلاناتكم الرجاء
مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي
بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 81 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 81 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 242 بتاريخ الأحد ديسمبر 01, 2013 9:22 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 57 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو yaasaay فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 563 مساهمة في هذا المنتدى في 551 موضوع
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير العام | ||||
عاشقة الزهراء | ||||
سمير محمود الطائي | ||||
قدوتي زينب ع | ||||
الغضب الصدري | ||||
Aorn | ||||
يا صاحب الزمان | ||||
حسين | ||||
احمد علي حسين العلي | ||||
السيد عبد الحسين الاعرجي |
الجمعة السابعة عشر
:: الفئة الأولى :: خطب الجمعة
صفحة 1 من اصل 1
الجمعة السابعة عشر
الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
انا الان اقرأ الدعاء واذا انتهيت من اية فقرة فانتم قولوا يا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم يا من تحل به عقد المكاره (يا الله) ويا من يفثأ به حد الشدائد (يا الله) ويا من يلتمس منه المخرج الى روح الفرج (يا الله) ذلت لقدرتك الصعاب (يا الله) وتسببت بلطفك الاسباب (يا الله) وجرى بقدرتك القضاء (يا الله) ومضت على ارادتك الاشياء (يا الله) فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة (يا الله) وبارادتك دون نهيك منزجرة (يا الله) انت المدعو للمهمات (يا الله) وانت المفزع في الملمات (يا الله) لا يندفع منها الا ما دفعت (يا الله) ولا ينكشف منها الا ما كشفت (يا الله) وقد نزل بي ما قد تكأدني ثقله (يا الله) والم بي ما ابهظني حمله (يا الله) وبقدرتك اوردته علي (يا الله) وبسلطانك وجهته الي (يا الله) فلا مصدر لما اوردت (يا الله) ولا صارف لما وجهت (يا الله) ولا فاتح لما اغلقت (يا الله) ولا مغلق لما فتحت (يا الله) ولا ميسر لما عسرت (يا الله) ولا ناصر لمن خذلت (يا الله) فصل على محمد واله (يا الله) وافتح لي يا رب باب الفرج بطولك (يا الله) واكسر عني سلطان الهم بحولك (يا الله) وانلني حسن النظر فيما شكوت (يا الله) واذقني حلاوة الصنع فيما سألت (يا الله) وهب لي من لدنك رحمة وفرجا هنيئا (يا الله) واجعل لي من عندك مخرجا وحيا (يا الله) ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك (يا الله) واستعمال سننك (يا الله) فقد ضقت لما نزل بي يا رب ذرعا (يا الله) وامتلأت بحمل ما حدت علي هما (يا الله) وانت القادر على كشف ما منيت به (يا الله) ودفع ما وقعت فيه (يا الله) فافعل بي ذلك (يا الله) وان لم استوجبه منك (يا الله) يا ذا العرش العظيم وذا المن الكريم (يا الله) فانت قادر يا ارحم الراحمين (يا الله) امين رب العالمين (يا الله).
اللهم صل على محمد وال محمد بافضل صلواتك واعظم تبريكاتك كافضل ما صليت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الله سبحانه وتعالى يريد لنا الخير جميعا، وهو خير ولا يريد الا الخير، والمعصومون خير ولا يريدون الا الخير ، والاسلام خير ولا يريد لنا الا الخير، والقران خير ولا يريد لنا الا الخير.
فما هو الخير في حدود المنطوق الذي نتكلم عنه وما هو الشر الذي يقابله؟
في حدود فهمي ان الخير هو طاعة الله عز وجل، لان فيها السعادة والكمال والنور في الدنيا والاخرة. والشر هو عصيان الله عز وجل وعصيان شريعته لانها تؤدي إلى الشقاء والتسافل والظلام والاضمحلال في الدنيا والاخرة.
ونحن نسمي ـ لاحظوا ـ ونحن نسمي كل شخص مطيع لله عز وجل بانه جيد وخيّر وانسان وطيب وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءت من طاعة الله جل جلاله ونسمي الشخص العاصي لله عز وجل خبيث وقاسي وليس بانسان وليس بجيد وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءته من عصيان الله سبحانه وتعالى واطاعة نفسه الامارة بالسوء وشيطانه الرجيم.
فان الله تعالى لم يامر بسوء ولم ينه عن خير وانما امر بالخير ونهى عن السوء. فيصبح الفرد المطيع نموذجا ممثلا لكل خير. ويصبح الفرد العاصي نموذجا ممثلا لكل سوء.كما قال تعالى ((ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
ومن هنا يمكن النظر إلى مستويين : مستوى المستحبات ومستوى المحرمات. اما على مستوى المستحبات فالمتوقع من كل مؤمن مخلص والمتوقع من اي فرد على الاطلاق ان يكون مؤمنا مخلصا، اي مخلصا لله عز وجل وليس لاحد سواه كائن من كان على وجه الارض. إذن فالمتوقع من الجميع انه كما ينبغي لهم القيام بالواجبات والارتداع عن المحرمات كذلك ينبغي لهم القيام بالمستحبات والارتداع عن المكروهات حسب الامكان بطبيعة الحال.
الان اسألكم وانا اعتقد انتم عينة المجتمع بدليل تحملكم المصاعب لحضور صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وهذا هو يوم الجمعة وقبل قليل كانت ليلة الجمعة وليلة الجمعة اهم ليالي الاسبوع كما ان يوم الجمعة اهم ايامه بل هو يوم مقدس وعيد ديني كبير فتحه الله تعالى لاوليائه واهل طاعته وهو يعود بنعمة الله سبحانه وتعالى كل اسبوع بينما تعود الاعياد الاخرى كل سنة مرة.
فانا اسئلكم كم منكم قرا في ليلة الجمعة هذه دعاء كميل ؟ انت ارجع إلى نفسك لتجد الجواب واضحا بينك وبين ربك فان كنت فعلت فاحمد الله على هذه النعمة كما قال تعالى ((الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)). وان كنت لم تفعل فاعلم انك محروم وغير مرحوم وان من فعل ذلك افضل منك واولى بالثواب وقدم من الان الندامة الى الله عز وجل في الترك والتفريط فانما فرطت بنفسك وثواب اخرتك. والمؤمن في الجنة يقال له اذا كنت فعلت الفعل الفلاني من الطاعات واذا كنت مثلا قرأت دعاء كميل في ليلة الجمعة كان لك مثل هذا القصر او هذه المرتبة ولكنك لم تقرأ فحرمت منها او منهما واعطيناها لمن قرأها وفعلها. والله تعالى عادل لا تقصير في عمله وحكمه. فيندم المؤمن في ذلك الحين ويتحسر وهو في الجنة فذلك هو يوم الحسرة والندامة وكان يقول بعض اهل المعرفة : ان الحسرة والندامة للمؤمنين لا للفاسقين ولا للكافرين فان اولئك ليس لهم الوقت ولا الشعور بالحسرة من حيث انهم معاقبون بانواع العذاب.
هل صليت صلاة الليل هذه الليلة، قمت قبل الفجر وتهجدت الى الله سبحانه وتعالى ؟ ومنذ كم مدة لم تصل صلاة الليل ولعله طول عمرك لم تصل صلاة الليل ولم تعلم ما هي صلاة الليل وان كان انا اربأ بكم جميعا ان تكونوا على هذه الشاكلة. هل زرت الحسين في ليلة الجمعة هذه عن قرب او عن بعد ؟ فان ليلة الجمعة من مناسبات زيارته (عليه افضل الصلاة والسلام). هل اغتسلت قبل المجيء الى هنا غسل الجمعة او انت عازم على ان تغتسل غسل الجمعة بعد ان ترجع من صلاة الجمعة بناءا على فتواي من صحة ايقاع غسل الجمعة عصرا وان كان على خلاف المشهور انا اقول يجوز ايقاع غسل الجمعة عصرا ويجزي عن الوضوء ايضا ولو كان عصرا ؟
فالمهم ان الفرد المؤمن يحاسب نفسه على الواجبات والمستحبات وعلى المحرمات والمكروهات فان وجد طاعة حمد الله عليها وان وجد عصيانا استغفر الله منه، وان وجد تقصيرا شحذ الهمة لتلافيه وعدم تكراره في المستقبل. فان الله وطاعة الله موجودة في كل زمان ومكان وفي كل نفس وفي كل نظرة وفي كل خطرة وفي كل كلمة وفي كل علاقة عائلية أو اجتماعية إلى غير ذلك. وما من واقعة صغيرة ولا كبيرة الا ولها حكم وحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة (صلى الله عليه واله).
هذا لو نظرنا الى المستحبات. واما إذا نظرنا إلى الواجبات والمحرمات فالذي افهمه منكم انه ليس احد منكم لا يصلي او لا يصوم او لا يخمس او لا يزكي او لا يقلد والا لما حضرتم الى صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وشعرتم باهمية نصرة المذهب والدين جزاكم الله خير جزاء المحسنين. ولكن تبقى (خردوات) لا بد من الالتفات اليها.
اسأل نفسك بينك وبين الله عن بعض المحرمات المحتملة وبعض الواجبات المتروكة هل قمت لصلاة الصبح هذا اليوم ؟وكم هي النسبة التي تصلي بها صلاة الصبح في وقتها أو انك تنام باستمرار عنها ؟ ومن ينام عن صلاة الصبح بطبيعة الحال ينام عن صلاة الليل بطريق اولى ولا يقرأ دعاء الصباح ولا القرآن ولا التضرع والخشوع خلال الفجر بطبيعة الحال فيفوته الفضل كله وليس له بديل الا النوم وهل يصلح النوم ان يكون بديلا عن طاعة الله والخشوع لله وذكر الله والقيام بالواجبات والمستحبات ؟! عيب هذه الحكاية الدنيوية السافلة المتدنية. فيكون النوم سيفا من سيوف الشيطان يضرب به الشيطان المؤمنين ويذهب عليهم اخرتهم وفضيلة اعمالهم.
اسأل نفسك كم كذبة تكذب في اليوم ؟ او ان ديدنك وعادتك على الكذب والعياذ بالله او ان عادتك والتزامك على الصدق والحمد لله. وما هي النسبة بين صدقك وكذبك في حياتك ؟ فان وجدت الطاعة والصدق فاحمد الله على حسن هدايته لدينه والتوفيق لما دعى اليه من سبيله. وان وجدت المعصية والذنب والعيوب فبادر إلى التوبة فان التوبة غير قابلة للتأجيل بل واجبة فورا دائما. لان تاجيلها يعني احتمال ان لا تحصل ابدا اما بحصول الموت فلربما الانسان يموت في اي نفس وفي اي يوم وفي اي ليلة وهو ممكن دائما.واما بحصول الغفلة أو ان يكون الفرد من التدني وقسوة القلب بحيث لا يكون مستحقا للتوفيق للتوبة.
والفرصة للطاعة موجودة دائما والفرصة للتوبة وباب التوبة مفتوح دائما مادام النفس موجودا فان كنت متدينا فامش في طريق الكمال والله تعالى سريع الرضا واسع الرحمة منان بالعطيات على اهل مملكته، والمهم انك تبادر إلى شحذ الهمة ومعاودة الاخلاص لطاعة الله سبحانه وتعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم والضحى * والليل اذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى * وللاخرة خير لك من الاولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * الم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فاغنى * فاما اليتيم فلا تقهر * واما السائل فلا تنهر * واما بنعمة ربك فحدث *
صدق الله العلي العظيم
الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
اللهم اني اسألك بجميع اسمائك كلها ما علمنا منها وما لا نعلم. واسألك باسمك العظيم الاعظم الكبير الاكبر الذي من دعاك به اجبته، ومن سألك به اعطيته، ومن استنصرك به نصرته، ومن استغفرك به غفرت له، ومن استعانك به اعنته، ومن استرزقك به رزقته، ومن استغاثك به اغثته، ومن استرحمك به رحمته، ومن استجارك به اجرته، ومن توكل عليك به كفيته، ومن استعصمك به عصمته، ومن استنقذك به من النار انقذته، ومن استعطفك به تعطفت له، ومن امّلك به اعطيته. الذي اتخذت به ادم صفيا ونوحا نجيا وابراهيم خليلا وموسى كليما وعيسى روحا ومحمد حبيبا وعليا وصيا صلى الله عليهم اجمعين. ان تقضي لي حوائجي وتعفو عما سلف من ذنوبي وتتفضل علي بما انت اهله ولجميع المؤمنين والمؤمنات للدنيا والاخرة. يا مفرج هم المهمومين ويا غياث الملهوفين لا اله الا انت سبحانك يا رب العالمين. وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين الابرار الطاهرين.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
انا في الجمعة السابقة ذكرت فئتين أو طبقتين في المجتمع وانتقدتهم بشدة والانتقادات صحيحة لا اتنازل عنها وما خفي عليك اكثر.
كما انني اتكلم هنا من زاوية قوة لانني لا اطمع بهم ولا باحدهم ولا اخاف منهم ولا اريد اعتذارهم وانما التوبة امام الله سبحانه وتعالى وليس امام سواه كائنا من كان في الارض والسماء الا رب العالمين. وانما اتوخى في ذلك ـ اعطيهم تذكرة التوبة لله سبحانه وتعالى ـ عدة امور اهمها: المصلحة العامة لانهم إذا تابوا تنحسر مظالمهم ونكفى شرورهم وتزول عن هذا المجتمع المؤمن مصاعبهم، وهي فائدة عظيمة دينية ودنيوية جيدة نتمناها لهم وللمجتمع ايضا. ومنها : انها لمصلحتهم في الدنيا والاخرة. لهم جيد حبيبي .. ـ انا امرك بالمعروف وانهاك عن المنكر لمصلحتي او لمصلحتك سبحان الله ـ ..! اما الاخرة فالعقاب العظيم والبلاء الاليم إذا استمروا على طريقتهم هذه سواء السدنة أو السالكين لا فرق. واما دنيويا فلان انتظار الظهور (انتظار الفرج الحقيقي) عجل الله فرج المهدي (سلام الله عليه)، انتظار الفرج صحيح صباحا ومساءا … فاذا اليوم، غدا، بعد شهر، بعد سنة ظهر فسوف يستاصلهم عن جديد الارض ولا يغفر لهم توبة ابدا. ينسد باب التوبة عند ظهوره. اذن يبادرون لحساب انفسهم ويصفون اعمالهم الجيد من غير الجيد حبيبي لهم جيد ويبيض وجههم امام الله سبحانه وتعالى. مضافا الى انهم اذا يريدون فائدة دنيوية من الجهة الدينية وان كان هذا عمل شرك لكنه اذا كانوا يريدون ذلك، فالتوبة تجعل حسن الظن بهم وحسن السمعة بهم في المجتمع وفي الحوزة وبين المؤمنين بطبيعة الحال.
وانا جربت هذا الاسبوع نحن عشناه فيما بينهم فكل من حصل منه رد فعل معادي فقد برهن على صدق التهمة بالنسبة اليه.
لكن انا رأيت جماعة منهم مرتاحين كأن الكلام ليس معهم. لانه يعلم هو ليس هكذا اذن لماذا يحمل هما، السيد محمد الصدر ما سبّه ولا تكلم عليه انما تكلم على غيره الذي هو (مو خوش آدمي). الذي يقول انه سيد محمد الصدر ما تكلم جيدا اذن هو غير جيد.
فلا ينبغي ان يكون رد الفعل معاديا لاحظوا شأنهم في ذلك شأن مشركي قريش حينما حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) او المسلمين حين ارادوا هدايتهم ورعايتهم واراد الخير لهم في الدنيا والاخرة. نحن لا نريد والله تعالى لا يريد طبعا والدين ايضا لا يريد ان يكون لهؤلاء سواء السدنة أو السالكين لهم اسوة بمشركي قريش الذين حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) وانما المتوقع منهم جميعهم اياً كانوا ان تكون لهم اسوة بمشركي قريش الذي اسلموا واهتدوا ورجعوا إلى الصواب وحسن اسلامهم.
فمن يقول للفاسق انت فاسق وللخاطيء انت خاطيء وللمنحرف انت منحرف انما ذاك ليس لمصلحة المتكلم والا لو كان كذلك لشتمه وسبه وغلط عليه ليس انه ينبهه من نومة الغافلين وافعال المجرمين وانما يريد بذلك تنبيهه وهدايته حتى ان الإمام الحسين عليه السلام وعظ المعسكر المعادي له بمختلف انواع المواعظ ليس للنجاة منهم وهو يعلم انهم قاتلوه وانما لاقامة الحجة عليهم. وقد اثرت هذه المواعظ في البعض القليل جدا منهم وهو الحر (سلام الله عليه) ولربما مع ابنه وخادمه كما في بعض الروايات. ليس هذا فقط بل الحسين عليه السلام بكى على حال اعدائه من حيث انهم سيقومون بمثل هذه الجريمة الشنعاء التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية وربما في تاريخ الكرة الارضية ويتحمسون ويخلصون للظالم وللدنيا وللمتاع الرخيص ويذرون رحمة الله وتعاليم الله وثواب الله تعالى وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون ان هذه حال مبكية ومزرية حقا.
فليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مظهرا من مظاهر الشتم والعداء لاي واحد من المجتمع، بل هي حب له وشفقة عليه وفي مصلحته صرفا ومحضا.
وباب الله مفتوح دائما ورحمته متوفرة دائما وباب التوبة مفتوح دائما وباب الحوزة مفتوح دائما وباب السيد محمد الصدر مفتوح دائما، ما دمت انا في الحياة وفي المسؤولية. ومادام الإنسان (اي المكلف) في الحياة ونفسه يصعد وينزل فباب التوبة مفتوح امامه وليس عليه الا ان يلتفت الى نفسه وماله ويحاسب نفسه ويثمن اعماله ويسمع ويصغي إلى من امره بالمعروف ونهاه عن المنكر.
فانا من هنا ادعو كلتا الطائفتين الى التوبة وقد لا تكون التوبة سهلة والتوبة ليس معناها العلاقة مع السيد محمد الصدر وان كان هذا هو الاقرب الى نفسي الامارة بالسوء لكنه عقلي لا يريدها. اطيعوا الله فقط اطيعوا الله فقط، اي واحد على وجه الارض يطيع الله فقط.
فاذا بدل والسدنة والخدمة تصرفاتهم الخارجة عن تعاليم الدين والتزموا بشريعة سيد المرسلين بالدقة والوضوح وليس بالخديعة والمكر فهذا يكفي جدا لاجل ان يكونوا هم الجيل الامثل والافضل للسدنة والخدمة من اجيالهم السابقة، لا انهم يقولون (( اننا وجدنا اباءنا كذلك يفعلون اولو كان اباؤهم في ضلال مبين)).
وليست توبتهم سهلة فان مثالهم في ذلك مثال من كانت كل امواله وافعاله حراما كبائع الخمر أو المغني أو المحترف السرقة واضرابهم. وكيف يحلل مثل هذا الإنسان ماله وافعاله لانها كلها سرقة من اموال المعصومين واولاد المعصومين والمساجد المقدسة.
وهناك قصة بسيطة : انه مر على عيسى بن مريم (على نبينا وعليه السلام) رجل فقال له اجعلني من اصحابك. فاجابه: اخرج من مالك واتبعني، (اخرج من مالك واتبعني) فاسف لذلك (تأذى وراح)، لانه كان رجلا ثريا متمولاولا يريد ان يخرج من ماله وان كان فيه صلاح آخرته واتباع نبيه واتباع شريعته واغلب الناس هكذا ما دام هذا السرطان هنا موجود منتهين منه، هو منتهي حبيبي.
وكذلك اهل السلوك ان بدلوا سلوكهم واقوالهم وافعالهم، واقبلوا إلى الطريق الصحيح فاهلا بهم وسهلا ولكن بشرط ان يقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على ذلك وليس مجرد الكلام والمواعيد : نعم سيدنا انا راح اصير بهذا الشكل وبطلت. اتخدعني ! لا، انما تستطيع ان تخدع الله! وحاشا الله المطلع على السرائر والقلوب والظواهر والبواطن والخواص والعوام، سبحان الله ! والا فانا واياهم على طرفي نقيض اقولها من هنا :
اولا: يجب عليهم جميعا ان يتركوا تسليك الاخرين تسليكا كاملا سواء ممن كان في طريق السلوك او الذي لم يسلك بعد، فان الله تعالى ارحم بكل الناس وبهؤلاء من هؤلاء الشيوخ جميعا.
ثانيا: ان يتركوا التعرض للامور الباطنية والعرفانية في كل احاديثهم اطلاقا سواءا في خطبة او في مجتمع او امام افراد عائلته او اي شيء، ويكتموا باطنهم كتمانا تاما الا عن الله سبحانه وتعالى.
ثالثا: ان يمحصوا عقائدهم ويعيدوا النظر فيها فما كان منها حقا اخذوا به وما كان منها باطلا نبذوه. والباطل ـ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ـ، الحمد لله الباطل كثير عندهم، عدد معتد به من عقائدهم مع شديد الاسف.
رابعا: ان يعلنوا ترك هذا الطريق الشائك الباطل ويقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على تركه وعندئذ سوف اقبلهم والحوزة سوف تقبلهم وكل من فعل ذلك فجزاه الله خيرا ويبقى حسابه على الله وليس على سيد محمد الصدر والله تعالى ((يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)) وكذلك في اية اخرى ((ويعفو عن كثير)).
فالتفتوا انتم السالكون وانتم السدنة والخدمة الى مصالحكم الاخروية والى مصلحة المجتمع الدينية الحقيقية ولا تاخذكم في الله لومة لائم ولا تقدموا حب الدنيا على حب الاخرة، وحب العاجل على حب الاجل، وحب الشهرة والمال والسيطرة التي اعمت ابصار الملايين ودفعتهم لقمة سائغة إلى الشيطان والى جهنم وبئس المصير. وانا اجلكم عن ذلك عن هذا الضلال وانتم تعيشون قرب امير المؤمنين وفي ارض النجف الاشرف وفي ارض الكوفة المقدسةوقرب تعاليم دينكم الحنيف في الحوزة الشريفة. انا وكذلك الله تعالى ورسوله والمعصومون نريد منكم ان تكونوا اول المتعظين واول المطيعين وخير المطبقين لتعاليم سيد المرسلين جزاكم الله خير جزاء المحسنين.
بسم الله الرحم الرحيم الم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي انقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا * فاذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب * صدق الله العلي العظيم
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
انا الان اقرأ الدعاء واذا انتهيت من اية فقرة فانتم قولوا يا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم يا من تحل به عقد المكاره (يا الله) ويا من يفثأ به حد الشدائد (يا الله) ويا من يلتمس منه المخرج الى روح الفرج (يا الله) ذلت لقدرتك الصعاب (يا الله) وتسببت بلطفك الاسباب (يا الله) وجرى بقدرتك القضاء (يا الله) ومضت على ارادتك الاشياء (يا الله) فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة (يا الله) وبارادتك دون نهيك منزجرة (يا الله) انت المدعو للمهمات (يا الله) وانت المفزع في الملمات (يا الله) لا يندفع منها الا ما دفعت (يا الله) ولا ينكشف منها الا ما كشفت (يا الله) وقد نزل بي ما قد تكأدني ثقله (يا الله) والم بي ما ابهظني حمله (يا الله) وبقدرتك اوردته علي (يا الله) وبسلطانك وجهته الي (يا الله) فلا مصدر لما اوردت (يا الله) ولا صارف لما وجهت (يا الله) ولا فاتح لما اغلقت (يا الله) ولا مغلق لما فتحت (يا الله) ولا ميسر لما عسرت (يا الله) ولا ناصر لمن خذلت (يا الله) فصل على محمد واله (يا الله) وافتح لي يا رب باب الفرج بطولك (يا الله) واكسر عني سلطان الهم بحولك (يا الله) وانلني حسن النظر فيما شكوت (يا الله) واذقني حلاوة الصنع فيما سألت (يا الله) وهب لي من لدنك رحمة وفرجا هنيئا (يا الله) واجعل لي من عندك مخرجا وحيا (يا الله) ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك (يا الله) واستعمال سننك (يا الله) فقد ضقت لما نزل بي يا رب ذرعا (يا الله) وامتلأت بحمل ما حدت علي هما (يا الله) وانت القادر على كشف ما منيت به (يا الله) ودفع ما وقعت فيه (يا الله) فافعل بي ذلك (يا الله) وان لم استوجبه منك (يا الله) يا ذا العرش العظيم وذا المن الكريم (يا الله) فانت قادر يا ارحم الراحمين (يا الله) امين رب العالمين (يا الله).
اللهم صل على محمد وال محمد بافضل صلواتك واعظم تبريكاتك كافضل ما صليت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الله سبحانه وتعالى يريد لنا الخير جميعا، وهو خير ولا يريد الا الخير، والمعصومون خير ولا يريدون الا الخير ، والاسلام خير ولا يريد لنا الا الخير، والقران خير ولا يريد لنا الا الخير.
فما هو الخير في حدود المنطوق الذي نتكلم عنه وما هو الشر الذي يقابله؟
في حدود فهمي ان الخير هو طاعة الله عز وجل، لان فيها السعادة والكمال والنور في الدنيا والاخرة. والشر هو عصيان الله عز وجل وعصيان شريعته لانها تؤدي إلى الشقاء والتسافل والظلام والاضمحلال في الدنيا والاخرة.
ونحن نسمي ـ لاحظوا ـ ونحن نسمي كل شخص مطيع لله عز وجل بانه جيد وخيّر وانسان وطيب وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءت من طاعة الله جل جلاله ونسمي الشخص العاصي لله عز وجل خبيث وقاسي وليس بانسان وليس بجيد وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءته من عصيان الله سبحانه وتعالى واطاعة نفسه الامارة بالسوء وشيطانه الرجيم.
فان الله تعالى لم يامر بسوء ولم ينه عن خير وانما امر بالخير ونهى عن السوء. فيصبح الفرد المطيع نموذجا ممثلا لكل خير. ويصبح الفرد العاصي نموذجا ممثلا لكل سوء.كما قال تعالى ((ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
ومن هنا يمكن النظر إلى مستويين : مستوى المستحبات ومستوى المحرمات. اما على مستوى المستحبات فالمتوقع من كل مؤمن مخلص والمتوقع من اي فرد على الاطلاق ان يكون مؤمنا مخلصا، اي مخلصا لله عز وجل وليس لاحد سواه كائن من كان على وجه الارض. إذن فالمتوقع من الجميع انه كما ينبغي لهم القيام بالواجبات والارتداع عن المحرمات كذلك ينبغي لهم القيام بالمستحبات والارتداع عن المكروهات حسب الامكان بطبيعة الحال.
الان اسألكم وانا اعتقد انتم عينة المجتمع بدليل تحملكم المصاعب لحضور صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وهذا هو يوم الجمعة وقبل قليل كانت ليلة الجمعة وليلة الجمعة اهم ليالي الاسبوع كما ان يوم الجمعة اهم ايامه بل هو يوم مقدس وعيد ديني كبير فتحه الله تعالى لاوليائه واهل طاعته وهو يعود بنعمة الله سبحانه وتعالى كل اسبوع بينما تعود الاعياد الاخرى كل سنة مرة.
فانا اسئلكم كم منكم قرا في ليلة الجمعة هذه دعاء كميل ؟ انت ارجع إلى نفسك لتجد الجواب واضحا بينك وبين ربك فان كنت فعلت فاحمد الله على هذه النعمة كما قال تعالى ((الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)). وان كنت لم تفعل فاعلم انك محروم وغير مرحوم وان من فعل ذلك افضل منك واولى بالثواب وقدم من الان الندامة الى الله عز وجل في الترك والتفريط فانما فرطت بنفسك وثواب اخرتك. والمؤمن في الجنة يقال له اذا كنت فعلت الفعل الفلاني من الطاعات واذا كنت مثلا قرأت دعاء كميل في ليلة الجمعة كان لك مثل هذا القصر او هذه المرتبة ولكنك لم تقرأ فحرمت منها او منهما واعطيناها لمن قرأها وفعلها. والله تعالى عادل لا تقصير في عمله وحكمه. فيندم المؤمن في ذلك الحين ويتحسر وهو في الجنة فذلك هو يوم الحسرة والندامة وكان يقول بعض اهل المعرفة : ان الحسرة والندامة للمؤمنين لا للفاسقين ولا للكافرين فان اولئك ليس لهم الوقت ولا الشعور بالحسرة من حيث انهم معاقبون بانواع العذاب.
هل صليت صلاة الليل هذه الليلة، قمت قبل الفجر وتهجدت الى الله سبحانه وتعالى ؟ ومنذ كم مدة لم تصل صلاة الليل ولعله طول عمرك لم تصل صلاة الليل ولم تعلم ما هي صلاة الليل وان كان انا اربأ بكم جميعا ان تكونوا على هذه الشاكلة. هل زرت الحسين في ليلة الجمعة هذه عن قرب او عن بعد ؟ فان ليلة الجمعة من مناسبات زيارته (عليه افضل الصلاة والسلام). هل اغتسلت قبل المجيء الى هنا غسل الجمعة او انت عازم على ان تغتسل غسل الجمعة بعد ان ترجع من صلاة الجمعة بناءا على فتواي من صحة ايقاع غسل الجمعة عصرا وان كان على خلاف المشهور انا اقول يجوز ايقاع غسل الجمعة عصرا ويجزي عن الوضوء ايضا ولو كان عصرا ؟
فالمهم ان الفرد المؤمن يحاسب نفسه على الواجبات والمستحبات وعلى المحرمات والمكروهات فان وجد طاعة حمد الله عليها وان وجد عصيانا استغفر الله منه، وان وجد تقصيرا شحذ الهمة لتلافيه وعدم تكراره في المستقبل. فان الله وطاعة الله موجودة في كل زمان ومكان وفي كل نفس وفي كل نظرة وفي كل خطرة وفي كل كلمة وفي كل علاقة عائلية أو اجتماعية إلى غير ذلك. وما من واقعة صغيرة ولا كبيرة الا ولها حكم وحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة (صلى الله عليه واله).
هذا لو نظرنا الى المستحبات. واما إذا نظرنا إلى الواجبات والمحرمات فالذي افهمه منكم انه ليس احد منكم لا يصلي او لا يصوم او لا يخمس او لا يزكي او لا يقلد والا لما حضرتم الى صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وشعرتم باهمية نصرة المذهب والدين جزاكم الله خير جزاء المحسنين. ولكن تبقى (خردوات) لا بد من الالتفات اليها.
اسأل نفسك بينك وبين الله عن بعض المحرمات المحتملة وبعض الواجبات المتروكة هل قمت لصلاة الصبح هذا اليوم ؟وكم هي النسبة التي تصلي بها صلاة الصبح في وقتها أو انك تنام باستمرار عنها ؟ ومن ينام عن صلاة الصبح بطبيعة الحال ينام عن صلاة الليل بطريق اولى ولا يقرأ دعاء الصباح ولا القرآن ولا التضرع والخشوع خلال الفجر بطبيعة الحال فيفوته الفضل كله وليس له بديل الا النوم وهل يصلح النوم ان يكون بديلا عن طاعة الله والخشوع لله وذكر الله والقيام بالواجبات والمستحبات ؟! عيب هذه الحكاية الدنيوية السافلة المتدنية. فيكون النوم سيفا من سيوف الشيطان يضرب به الشيطان المؤمنين ويذهب عليهم اخرتهم وفضيلة اعمالهم.
اسأل نفسك كم كذبة تكذب في اليوم ؟ او ان ديدنك وعادتك على الكذب والعياذ بالله او ان عادتك والتزامك على الصدق والحمد لله. وما هي النسبة بين صدقك وكذبك في حياتك ؟ فان وجدت الطاعة والصدق فاحمد الله على حسن هدايته لدينه والتوفيق لما دعى اليه من سبيله. وان وجدت المعصية والذنب والعيوب فبادر إلى التوبة فان التوبة غير قابلة للتأجيل بل واجبة فورا دائما. لان تاجيلها يعني احتمال ان لا تحصل ابدا اما بحصول الموت فلربما الانسان يموت في اي نفس وفي اي يوم وفي اي ليلة وهو ممكن دائما.واما بحصول الغفلة أو ان يكون الفرد من التدني وقسوة القلب بحيث لا يكون مستحقا للتوفيق للتوبة.
والفرصة للطاعة موجودة دائما والفرصة للتوبة وباب التوبة مفتوح دائما مادام النفس موجودا فان كنت متدينا فامش في طريق الكمال والله تعالى سريع الرضا واسع الرحمة منان بالعطيات على اهل مملكته، والمهم انك تبادر إلى شحذ الهمة ومعاودة الاخلاص لطاعة الله سبحانه وتعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم والضحى * والليل اذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى * وللاخرة خير لك من الاولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * الم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فاغنى * فاما اليتيم فلا تقهر * واما السائل فلا تنهر * واما بنعمة ربك فحدث *
صدق الله العلي العظيم
الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
اللهم اني اسألك بجميع اسمائك كلها ما علمنا منها وما لا نعلم. واسألك باسمك العظيم الاعظم الكبير الاكبر الذي من دعاك به اجبته، ومن سألك به اعطيته، ومن استنصرك به نصرته، ومن استغفرك به غفرت له، ومن استعانك به اعنته، ومن استرزقك به رزقته، ومن استغاثك به اغثته، ومن استرحمك به رحمته، ومن استجارك به اجرته، ومن توكل عليك به كفيته، ومن استعصمك به عصمته، ومن استنقذك به من النار انقذته، ومن استعطفك به تعطفت له، ومن امّلك به اعطيته. الذي اتخذت به ادم صفيا ونوحا نجيا وابراهيم خليلا وموسى كليما وعيسى روحا ومحمد حبيبا وعليا وصيا صلى الله عليهم اجمعين. ان تقضي لي حوائجي وتعفو عما سلف من ذنوبي وتتفضل علي بما انت اهله ولجميع المؤمنين والمؤمنات للدنيا والاخرة. يا مفرج هم المهمومين ويا غياث الملهوفين لا اله الا انت سبحانك يا رب العالمين. وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين الابرار الطاهرين.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
انا في الجمعة السابقة ذكرت فئتين أو طبقتين في المجتمع وانتقدتهم بشدة والانتقادات صحيحة لا اتنازل عنها وما خفي عليك اكثر.
كما انني اتكلم هنا من زاوية قوة لانني لا اطمع بهم ولا باحدهم ولا اخاف منهم ولا اريد اعتذارهم وانما التوبة امام الله سبحانه وتعالى وليس امام سواه كائنا من كان في الارض والسماء الا رب العالمين. وانما اتوخى في ذلك ـ اعطيهم تذكرة التوبة لله سبحانه وتعالى ـ عدة امور اهمها: المصلحة العامة لانهم إذا تابوا تنحسر مظالمهم ونكفى شرورهم وتزول عن هذا المجتمع المؤمن مصاعبهم، وهي فائدة عظيمة دينية ودنيوية جيدة نتمناها لهم وللمجتمع ايضا. ومنها : انها لمصلحتهم في الدنيا والاخرة. لهم جيد حبيبي .. ـ انا امرك بالمعروف وانهاك عن المنكر لمصلحتي او لمصلحتك سبحان الله ـ ..! اما الاخرة فالعقاب العظيم والبلاء الاليم إذا استمروا على طريقتهم هذه سواء السدنة أو السالكين لا فرق. واما دنيويا فلان انتظار الظهور (انتظار الفرج الحقيقي) عجل الله فرج المهدي (سلام الله عليه)، انتظار الفرج صحيح صباحا ومساءا … فاذا اليوم، غدا، بعد شهر، بعد سنة ظهر فسوف يستاصلهم عن جديد الارض ولا يغفر لهم توبة ابدا. ينسد باب التوبة عند ظهوره. اذن يبادرون لحساب انفسهم ويصفون اعمالهم الجيد من غير الجيد حبيبي لهم جيد ويبيض وجههم امام الله سبحانه وتعالى. مضافا الى انهم اذا يريدون فائدة دنيوية من الجهة الدينية وان كان هذا عمل شرك لكنه اذا كانوا يريدون ذلك، فالتوبة تجعل حسن الظن بهم وحسن السمعة بهم في المجتمع وفي الحوزة وبين المؤمنين بطبيعة الحال.
وانا جربت هذا الاسبوع نحن عشناه فيما بينهم فكل من حصل منه رد فعل معادي فقد برهن على صدق التهمة بالنسبة اليه.
لكن انا رأيت جماعة منهم مرتاحين كأن الكلام ليس معهم. لانه يعلم هو ليس هكذا اذن لماذا يحمل هما، السيد محمد الصدر ما سبّه ولا تكلم عليه انما تكلم على غيره الذي هو (مو خوش آدمي). الذي يقول انه سيد محمد الصدر ما تكلم جيدا اذن هو غير جيد.
فلا ينبغي ان يكون رد الفعل معاديا لاحظوا شأنهم في ذلك شأن مشركي قريش حينما حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) او المسلمين حين ارادوا هدايتهم ورعايتهم واراد الخير لهم في الدنيا والاخرة. نحن لا نريد والله تعالى لا يريد طبعا والدين ايضا لا يريد ان يكون لهؤلاء سواء السدنة أو السالكين لهم اسوة بمشركي قريش الذين حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) وانما المتوقع منهم جميعهم اياً كانوا ان تكون لهم اسوة بمشركي قريش الذي اسلموا واهتدوا ورجعوا إلى الصواب وحسن اسلامهم.
فمن يقول للفاسق انت فاسق وللخاطيء انت خاطيء وللمنحرف انت منحرف انما ذاك ليس لمصلحة المتكلم والا لو كان كذلك لشتمه وسبه وغلط عليه ليس انه ينبهه من نومة الغافلين وافعال المجرمين وانما يريد بذلك تنبيهه وهدايته حتى ان الإمام الحسين عليه السلام وعظ المعسكر المعادي له بمختلف انواع المواعظ ليس للنجاة منهم وهو يعلم انهم قاتلوه وانما لاقامة الحجة عليهم. وقد اثرت هذه المواعظ في البعض القليل جدا منهم وهو الحر (سلام الله عليه) ولربما مع ابنه وخادمه كما في بعض الروايات. ليس هذا فقط بل الحسين عليه السلام بكى على حال اعدائه من حيث انهم سيقومون بمثل هذه الجريمة الشنعاء التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية وربما في تاريخ الكرة الارضية ويتحمسون ويخلصون للظالم وللدنيا وللمتاع الرخيص ويذرون رحمة الله وتعاليم الله وثواب الله تعالى وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون ان هذه حال مبكية ومزرية حقا.
فليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مظهرا من مظاهر الشتم والعداء لاي واحد من المجتمع، بل هي حب له وشفقة عليه وفي مصلحته صرفا ومحضا.
وباب الله مفتوح دائما ورحمته متوفرة دائما وباب التوبة مفتوح دائما وباب الحوزة مفتوح دائما وباب السيد محمد الصدر مفتوح دائما، ما دمت انا في الحياة وفي المسؤولية. ومادام الإنسان (اي المكلف) في الحياة ونفسه يصعد وينزل فباب التوبة مفتوح امامه وليس عليه الا ان يلتفت الى نفسه وماله ويحاسب نفسه ويثمن اعماله ويسمع ويصغي إلى من امره بالمعروف ونهاه عن المنكر.
فانا من هنا ادعو كلتا الطائفتين الى التوبة وقد لا تكون التوبة سهلة والتوبة ليس معناها العلاقة مع السيد محمد الصدر وان كان هذا هو الاقرب الى نفسي الامارة بالسوء لكنه عقلي لا يريدها. اطيعوا الله فقط اطيعوا الله فقط، اي واحد على وجه الارض يطيع الله فقط.
فاذا بدل والسدنة والخدمة تصرفاتهم الخارجة عن تعاليم الدين والتزموا بشريعة سيد المرسلين بالدقة والوضوح وليس بالخديعة والمكر فهذا يكفي جدا لاجل ان يكونوا هم الجيل الامثل والافضل للسدنة والخدمة من اجيالهم السابقة، لا انهم يقولون (( اننا وجدنا اباءنا كذلك يفعلون اولو كان اباؤهم في ضلال مبين)).
وليست توبتهم سهلة فان مثالهم في ذلك مثال من كانت كل امواله وافعاله حراما كبائع الخمر أو المغني أو المحترف السرقة واضرابهم. وكيف يحلل مثل هذا الإنسان ماله وافعاله لانها كلها سرقة من اموال المعصومين واولاد المعصومين والمساجد المقدسة.
وهناك قصة بسيطة : انه مر على عيسى بن مريم (على نبينا وعليه السلام) رجل فقال له اجعلني من اصحابك. فاجابه: اخرج من مالك واتبعني، (اخرج من مالك واتبعني) فاسف لذلك (تأذى وراح)، لانه كان رجلا ثريا متمولاولا يريد ان يخرج من ماله وان كان فيه صلاح آخرته واتباع نبيه واتباع شريعته واغلب الناس هكذا ما دام هذا السرطان هنا موجود منتهين منه، هو منتهي حبيبي.
وكذلك اهل السلوك ان بدلوا سلوكهم واقوالهم وافعالهم، واقبلوا إلى الطريق الصحيح فاهلا بهم وسهلا ولكن بشرط ان يقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على ذلك وليس مجرد الكلام والمواعيد : نعم سيدنا انا راح اصير بهذا الشكل وبطلت. اتخدعني ! لا، انما تستطيع ان تخدع الله! وحاشا الله المطلع على السرائر والقلوب والظواهر والبواطن والخواص والعوام، سبحان الله ! والا فانا واياهم على طرفي نقيض اقولها من هنا :
اولا: يجب عليهم جميعا ان يتركوا تسليك الاخرين تسليكا كاملا سواء ممن كان في طريق السلوك او الذي لم يسلك بعد، فان الله تعالى ارحم بكل الناس وبهؤلاء من هؤلاء الشيوخ جميعا.
ثانيا: ان يتركوا التعرض للامور الباطنية والعرفانية في كل احاديثهم اطلاقا سواءا في خطبة او في مجتمع او امام افراد عائلته او اي شيء، ويكتموا باطنهم كتمانا تاما الا عن الله سبحانه وتعالى.
ثالثا: ان يمحصوا عقائدهم ويعيدوا النظر فيها فما كان منها حقا اخذوا به وما كان منها باطلا نبذوه. والباطل ـ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ـ، الحمد لله الباطل كثير عندهم، عدد معتد به من عقائدهم مع شديد الاسف.
رابعا: ان يعلنوا ترك هذا الطريق الشائك الباطل ويقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على تركه وعندئذ سوف اقبلهم والحوزة سوف تقبلهم وكل من فعل ذلك فجزاه الله خيرا ويبقى حسابه على الله وليس على سيد محمد الصدر والله تعالى ((يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)) وكذلك في اية اخرى ((ويعفو عن كثير)).
فالتفتوا انتم السالكون وانتم السدنة والخدمة الى مصالحكم الاخروية والى مصلحة المجتمع الدينية الحقيقية ولا تاخذكم في الله لومة لائم ولا تقدموا حب الدنيا على حب الاخرة، وحب العاجل على حب الاجل، وحب الشهرة والمال والسيطرة التي اعمت ابصار الملايين ودفعتهم لقمة سائغة إلى الشيطان والى جهنم وبئس المصير. وانا اجلكم عن ذلك عن هذا الضلال وانتم تعيشون قرب امير المؤمنين وفي ارض النجف الاشرف وفي ارض الكوفة المقدسةوقرب تعاليم دينكم الحنيف في الحوزة الشريفة. انا وكذلك الله تعالى ورسوله والمعصومون نريد منكم ان تكونوا اول المتعظين واول المطيعين وخير المطبقين لتعاليم سيد المرسلين جزاكم الله خير جزاء المحسنين.
بسم الله الرحم الرحيم الم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي انقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا * فاذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب * صدق الله العلي العظيم
المدير العام- Admin
-
عدد المساهمات : 501
نقاط : 2147483647
عضو مميز : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
العمر : 44
:: الفئة الأولى :: خطب الجمعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 08, 2014 6:16 pm من طرف السيد عبد الحسين الاعرجي
» زواج المتعة
الأربعاء فبراير 09, 2011 11:07 am من طرف حسين
» الى من يهمه الامر
الخميس نوفمبر 18, 2010 2:26 am من طرف احمد علي حسين العلي
» جبل يضع البيض في الصين
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:31 am من طرف زائر
» لى من يهمه الامر
الأربعاء نوفمبر 03, 2010 9:30 am من طرف سمير محمود الطائي
» زرقاء اليما مه
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 5:17 am من طرف سمير محمود الطائي
» الأخت المؤ منه ومشا كل العصر
الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:59 am من طرف سمير محمود الطائي
» أعجوبة صورة الضحى
الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:48 am من طرف سمير محمود الطائي
» با لحسين معا دلتي موزونه
الإثنين سبتمبر 27, 2010 6:30 pm من طرف سمير محمود الطائي