راحة القلب

راحة القلب هي السعادة وهي نتيجة الامتحان النهائي في سعي الانسان .
فالذي يظفرمن سعيه نحو السعادة براحة القلب ناجح .والذي يظفربالهم في القلب راسب . وعدد الرسوب التي رسب فيها بعدد الهموم المستقرة في قلبه على شكل دوائر سود 0 ولو طبق هذا المقياس لم يكد ينجح احد لأن راحة القلب عزيزة المنال 0 ولأن الدنيا ماعليها مستريح .ولكننا نعرف قواعد تحقق راحة القلب باذن الله تعالى وسوف نتحدث عما يحضرنا منها00
-1-الايمان بالله عزوجل 0وهو اساس السعادة وهو القاعدة الكبرى التي تتفرع منها القواعد الأخرى كما تتفرع عن الشجرة المباركة الاغصان 0والايمان العميق بالله العلي العظيم وبقضائه وقدره يهب الانسان اقوى قوة على وجه الارض0 ويجعله يفوض الامور الى الخالق العظيم الحكيم وما عليه هو الا ان يطيعه فيما امرونهى0
-2-العمل الصالح بالايمان دائما في القران العظيم 0والعمل الصالح يريح القلب ويغسله من الاثام والهموم ويجعله طاهرا ابيضا ويؤنس ذاكرته ويشعره انه ادى ما يجب عليه0
-3-اساس الحكمة معرفة الانسان نفسه فاذا عرف نفسه جيدا عرف ما الذي يريحه فاقبل عليه وما الذي يزعجه فابعد عنه في حدود الدين والاخلاق والاعتدال0 ان الحكيم يعرف ذاته ثم يتقبلها ثم يسعى بها نحو الافضل في رفق وحب واعتدال0
-4-القناعة اساسية في تحقيق راحة القلب . ولا نقصد قناعة الخمول او القناعة البديلة للعمل.ولكن نقصد القناعة التي تتوج السعي والعمل0 فالانسان يبذل جهده كله ثم يرضى ويقنع بنتائج عمله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول \ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس\
-5-جلوس الانسان في المكان الذي يتناسب معه على مائدة الحياة وفي ضيافتها يجعله مرتاح القلب يشعر أنه في مكانه الطبيعي لن يقلقه منه احد او يقيمه0 اما الذي يجلس في مكان اكبر من قدراته بواسطة او رشوة او مال حرام فانه يجلس متوفزا يخشى ان يأتي صاحب المكان الحقيقي ويطرده0
كما يخشى أن يفضحه المكان نفسه ويعريه امام الناس0

-6-الحب يجعل القلب يبتهج ويريحه الراحة الايجابية المغتبطة. حب الزوجة.حب الحي .وحب الجيران.والسيارة والعمل . وحب الأصدقاء والزملاء والبيت الذي تسكنه والوطن والمدينة التي تعيش فيها.فليست السعادة ان تملك الكثير ولكن ان تحب ما تملك0
-7-والنظرة الودية للأحياء والأشياء ممن تعرف اولا تعرف وفي الشارع العام وفي شارع الحياة بشكل اوسع مما يشعر الانسان انه يعيش في محيط صديق ودود. اما الذي ينظر الى الناس بشعور من الكراهية والعداء فان هذه الكراهية تفرز في قلبه سموم القلق والتوجس وتقطر في وجدانه بماء نجس مر
0
-8-لا راحة لحقود حسود * الحسد والحقد كالعقارب التي تسكن في الأحشاء وتقرص القلب والايمان بالله وبقضائه وقدره ومعرفة طبيعة هذه الحياة تغسل القلب من سموم الحقد واوضار الحسد0
-9-اختيار الأصدقاء والجلساء من الطيبين الطاهري القلوب يجعل السلام يسود الحياة .اما الاختلاط الطويل بالأشرار والحاقدين فيجعل الانسان في حرب مع الحياة والناس0
-10-نسيان ما لا يمكن تغييره وقبول ما لا بد منه في صفات الانسان اوحياته او صفات زوجته او عمله او صديقه وادراك ان الكمال لله وحده0
-11-انجاز عمل الانسان الموكل اليه باخلاص واتقان وعدم تعليق درجة الاتقان على مقدار الراتب او المكافأة بل اعتبار اتقان العمل هدفا بحد ذاته وهذا يرضي ضمير الانسان ويريح باله ويحقق له التقدم0
-12-الخلاص من احساس الاضطهاد الذي قد يصيب الانسان ويجعله يحس انه لم ينل حقه او ان هناك زملاء اقل منه قدرة وعطاء ويلقون من المكانة او الراتب اكثر منه. واستبدال ذلك الشعور السلبي بتجويد العمل وجعل ذلك هدفا وادراك انه في النهاية لايصح الا الصحيح. وأن تجويد العمل هو بحد ذاته اروع
مكافأة لما يحقق للانسان من رضا عن نفسه .والايمان بأن الله مقسم الأرزاق والحظوظ.ولكن لكل مجتهد نصيب0
-13-الاغتباط بمواهب الاخرين واصطحاب الانصاف والعدل في معاملة الناس
فهذا لايزيل الحسد والحقد وشعور الاضطهاد فقط بل يمنح الانسان سعادة بما ينجزه الاخرون بابداع وان هذا يحول الاعجاب الى طاقة ذاتية وعشق للانجاز0
-14-لن يجد السعادة ولا الراحة من يسلك طريقا ملتويا.. الاستقامة هي السعادة .هي التي تطرد الخوف والحزن من حياة الانسان. والراحة لا يمكن ان تجاور الخوف في القلب0
-15-ادراك ان الحياة ليست نزهة في حديقة غناء ولكن فيها مصائب ومصاعب وعواصف هوجاء وأنه لا بد من الاعتصام بحبل الايمان ثم التصميم على أن يكافح الانسان وهو يبتسم 0
-16-شكرالله سبحانه وتعالى هو أسهل وأجمل وصفة للسعادة وراحة القلب فالشاكر يتوجه قلبه للاحساس بالنعيم في حياته فيهب نسيم النعيم من كل الجهات*0