لائحة المساحات الإعلانية
لإضافة إعلاناتكم الرجاء
مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي
بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 191 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 191 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 242 بتاريخ الأحد ديسمبر 01, 2013 9:22 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 57 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو yaasaay فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 563 مساهمة في هذا المنتدى في 551 موضوع
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير العام | ||||
عاشقة الزهراء | ||||
سمير محمود الطائي | ||||
قدوتي زينب ع | ||||
الغضب الصدري | ||||
Aorn | ||||
يا صاحب الزمان | ||||
حسين | ||||
احمد علي حسين العلي | ||||
السيد عبد الحسين الاعرجي |
رسالة مفتوحة للأكّالين و المتطفلين
:: الفئة الأولى :: استراحة الموقع :: طرائف و نوادر
صفحة 1 من اصل 1
رسالة مفتوحة للأكّالين و المتطفلين
كتب علي بن نصر الكاتب عن بعض الطفيليين عهداً يوصي فيه بالنهم والأكل: هذا كتاب من فلان في صحة من فهمه، وسقم من جسمه، وضعف من عزمه، وأسف على هضمه، واستكلاب من شهوته، وانتكاس من علته، عند آخر ساعة من ساعات دنياه، وأول وقت من أوقات أخراه، ومن النصحية والصدق، والفيئة من الباطل إلى الحق إلى جماعة الأكلة المتصوفين، وذوي النهم المتطفلين، وأولي الطواحين الدائرة، والشهوات الثائرة، والأشداق الفسيحة، والمبالع الصحيحة: سلام عليكم، فإني أحمد الله إليكم الذي لا غله إلا هو، خالق الأنياب الحداد، والأضراس الشداد، والله الواسعة، والحلاقم البالعة، وأسأله الصلاة على رسوله المبعوث بالإسلام، والآمر بإفشاء السلام، وصلات الأرحام، وبذل الطعام، صلى الله عليه وعلى آله وشرف وكرم.
أما بعد: فإني رأيت أهل هذه الصناعة قد قلوا، ومحصوا حتى ذلوا، فلم يبق لهم ذكر إلا
خمل، ولا نجم إلا أفل، ولا علم إلا فقد، ولا نهم إلا أتخم واستشهد، فصار لا يوجد منهم في البلد العظيم، والإقليم بعد الإقليم، أحد مقيم بحقوقها، ومستقل بأعباء علومها، ويعرف ما يعترضها من العلل، ويخبر ما فيها من المكر والحيل، وكيف التوصل إلى الولائم المشهودة، والهجوم على الموائد المنصوبة. وإنما قصار الواحد منهم أن يأنس ببعض كرماء دهرنا بواسطة الاتفاق، وحسبك ضيق المذاق والأخلاق، فيحضر طبقه إما مستأذناً في الوصول، أو متسبباً في الحصول. فإذا جلس شمر عن ساعده تنظفاً، ورفع أذيال ثوبه تظرفا، وأظهر أن الطعام بأنملته، لا يلتصق بحافة من حافات شفته، مقتصراً من آلة حرفته وأداة صناعته على تجريد اللحم، وتجويد اللقم، حتى إذا أكل المختار الطيب، وتناول المقدار المستقرب، زعم الانتهاء، وادعى الشبع والاكتفاء، وجعل ما يستمده من بعد على وجه التملح والتعجيب، وطريق التنادر والتقريب. وعساه لا يبلغ في الاستزادة والاكثار، فأقصى مدى تلك السادة الأبرار. وهذا أيدكم الله الذي أبطل صناعتكم وعفى آثارها، وأفسد نظامها وأطفأ أنوارها. فصار الناشئ فيها غير عارف بقوانينها، ولا واجد بصيراً بأفانينها، فهو يخبط العشواء منقبضاً تارة ومنبسطاً، ويخلط ما جاء صواباً مرة وغلطا، لا يعرف فضل المستكره على المختار، ولا ميزة الهاجم على المستزار، ولا يعلم أن المغافضة والمغالبة، والمجاحشة والمواثبة، مذاهب الأشياخ القدماء، وعادات أهل الصنعة الألباء، إلى غير ذلك من شرائط هذا العمل الجليل، وسنن كل وقاح أكيل.
ونحن ننطق في كتابنا هذا إليكم بلسان الشره المليم، ونستمد لكم التوفيق من شيطان المعدة الرجيم. فأول ما أفهمكم إياه، وأنفعكم معناه، معاشر الإخوان، ورفقاء المائدة والخوان، أن تعلموا أن من صفق وجهه رق عيشه، ومن سعت قدمه طاب مطعمه، ومن أساء أدبه بلغ أربه، ومن قل حياؤه ساعدته أهواؤه. وهذه وصية نبذت إليكم حكمها، وفرضت عليكم تعلمها.
وأن تديموا دخول الحمام، في صبيحة كل يوم من الأيام، فتمزخوا المعدة، وتطلبوا التقلب والتمدد، ففي ذلك راحة من كد السهر، وحدر لبقايا الطعام المعتكر. وتعقبوه بتناول الجوارشنات، والسفوفات الفاتقة للشهوات، ثم تطرحوا أفكاركم يمنة ويسرة، وعيونكم خفية وجهرة، فتوكدوا الوصاة سفينة ولا موضعاً موسوماً بكراء الحمير، ولا صقعاً معروفاً بالخانات والمواخير، إلا اخترقتموه مساء وصباحاً، وطرحتموه غدوة ورواحاً. وتتبعوا ولائم الإعذار، ودور الوارث والقمار، وحمالي الفرض، وشواني الربض، وحلق الممخرقين، ومقامات المثاقفين، ومظان مناطح الكباش، ومواطن التنازق والهراش، وتسترشدوا قوام المشاهد، وصالحي المساجد، وعجائز العكاكيز، وروائح الدهاليز. ولا يجوز أن يخفى عليكم حينئذ خافية، ولاتستر دونكم عورة دانية ولا قاصية، فإذا عادوا بالنبأ الواضح، وفازوا بالخبر الصالح، استخرتم الله عز وجل مفكرين في بعد الطريق أو قربها، فإنها إن دنت أدنت البغية، وإن نأت هيجت الشهوة، وأن لا تخففوا الأكل مما حضر، طمعا في ما يأتي ينتظر، وإن كنتم له محققين، ومن ووده على يقين، فللطعام اغتنامات، وللتأخير آفات، وربما أفسد الطباخ ما تراعون، وطرقت صاحب المنزل نائبة في عرض ما تأكلون، وأخطأتم في الحساب، وحصلتم على تجويع الارتقاب. وهذا سفة في العقل، وركوب غرر في فوت الأكل.
وأن تتخيروا من المواضع أفسحها، ومن المجالس أفيحها، لتكون معدكم مطمئنة هادية، وأيديكم ذاهبة جائية، فلا يتعذر عليكم، تناول ما قرب من الأطعمة إليكم. وإن كان لأحدكم قريب، وولد أو نسيب، قرب منه أو بعد، فلا يتنغص له، ويتمنى أن يشاركه في ما أكله، فإن ذلك مشغلة عن الاستكثار، ومقطعة عن الاحتكار، ودلالة على وهي العزم وضعفه، وإظهار لقلة الرأي وسخفه، بل يستجد لذاكره أكلة مفردة، ويستأنف من جراه شهوة مجددة، فإن ذلك أدخل في باب التطفيل، وأولى بذوي الرأي الأصيل.
وأن تجعلوا السكباج مفتاح الفم، وتعظموها تعظيم الأب والأم، فإنها القدر المحبوبة، والشهوة المطلوبة، والعلق الصبور، واللون الذي لا يبور. وأن تبالغوا في الإمعان، عند حضور لفرصة والإمكان، في أفخاذ الفراريج ولصقيها، وصدور الدراريج بعد تعليقها، فإنها المنظر الأنيق لذي عين، واللذة القصوى لصاحب ماضغين. وأن تعتمدوا أكل الهرائس، عاريات من الملابس، خاليات من الجزمازج والجرادق، منقولات بالأصابع والملاعق، فإن فيها معنى الخبز، من لباب البر والأرز، ولا فائدة في هذا التكرار، العائد بالتملي والاستضرار.
واستوصوا بالصاعديات خيراً، وغلائها المصبوغة حمرا، فأكبوا على فروجها وعصفورها، واستكثروا من كبابها ومضفورها، وواظبوا على قرنائها وأخواتها، وبنات عمها وعماتها، من الاسفيذباجات والنرجسيات والمحرقات. فكلوا أكل الأيامى فقدوا الصاحب، واليتامى عدموا الكسب، وواصلوا المضاير إذا بدت إلية الحمل، واستدارت هامة البصل، فإنها طعام السلف الماضين، وأهل السنة المتزهدين، وبها باع الناس قديماً صلاتهم وصيامهم، ولها فارقوا خليفتهم وإمامهم، ومن أجلها دفعوا عن المحال وذبوا، وأجابوا داعي الضلال ولبوا.
وكونوا لذوات المرق إخواناً، فإن لها أنواعاً من الطعوم وألواناً، وفضلاً على غيرها ورجحاناً، فثردها قوام الظرف وكماله، وسنان العرف وجماله، وهي عزاء الصدور، ودواء المخمور. ولا تهملوا الحرص على لحمها المجزع، من البشمازج والأضلع. ولفوا لقلاياها لفا، واستفوا لحمها سفا، استراحة من ناشفها إلى ممرقها، ومراوحة من محمصها إلى محرقها، فإنها قراضة الإبريز، وطراز المأكل الوجيز. ولا تحقروا الانتفاع بالأصباغ فنعم ظهير الأكل
ومعينه، ونصيح المستكثر وأمينه. وبادروا الحلواء ساعة طلوعها في جاماتها، كالبدور في هالاتها، غير محفلين بما يقطر من أدهانها على العنافق، ويجري من مرقها على المرافق. فكل ذلك هين في جنب الظفر بمنية النفس، وبلغ شهوة الضرس، ولا تستكثروا من الأنبذة فإنها تضعف الشهوة، ولذلك سميت الخمرة قهوة، ومن أصغر تأثيرها التملي المانع، والخمار القاطع. وعليكم منها بما يعين المعدة على غذائها، ويكون سبباً لسرعة نقائها. ولا تصغوا إلى عاذل مقبح، ولائم متنصح، فما ذاك إلا حسد على ما أنالكم الله من فضله: القدرة على كشف أغراضكم، ولا تستقلوا في نيل إرادتكم بكل كلح الحجاب، أو ردة البواب، ولا تستبعدوا فتح الباب وإن أبهمت أعلاقه، وتسلق بنيان وإن أحكم وثاقة، فطال ما خاصمت وخوصمت، وزاحمت وزوحمت، وصادمت وصودمت، ولا كمت ولو كمت، فما ترى بي أثراً، إلا أنبأتك عنه خبراً، حتى صلع رأسي فما ينبت شعرة، وعمشت عيني فما تدرك نظرة، وكسر فكي فما آكل إلا استراطاً، واسترخى جانبي فما أتمالك ضراطاً، وكل هذا قد يستهسل، في بلوغ لذة المأكل. وبه أوصيكم جماعة الأوداء والأخوان، وبحفظ ما رويته لكم عن المشاهدة والعيان، والله خليفتي على فكوككم القوية، ومعدكم النارية. وكتب يوم عيد النحر ساعة تزويع لحم الأضحيات، ووقت إدراك الهرائس والوديات، وهو حسبي ونعم الوكيل. (التذكرة الحمدونية: ج 4 ص 234).
أما بعد: فإني رأيت أهل هذه الصناعة قد قلوا، ومحصوا حتى ذلوا، فلم يبق لهم ذكر إلا
خمل، ولا نجم إلا أفل، ولا علم إلا فقد، ولا نهم إلا أتخم واستشهد، فصار لا يوجد منهم في البلد العظيم، والإقليم بعد الإقليم، أحد مقيم بحقوقها، ومستقل بأعباء علومها، ويعرف ما يعترضها من العلل، ويخبر ما فيها من المكر والحيل، وكيف التوصل إلى الولائم المشهودة، والهجوم على الموائد المنصوبة. وإنما قصار الواحد منهم أن يأنس ببعض كرماء دهرنا بواسطة الاتفاق، وحسبك ضيق المذاق والأخلاق، فيحضر طبقه إما مستأذناً في الوصول، أو متسبباً في الحصول. فإذا جلس شمر عن ساعده تنظفاً، ورفع أذيال ثوبه تظرفا، وأظهر أن الطعام بأنملته، لا يلتصق بحافة من حافات شفته، مقتصراً من آلة حرفته وأداة صناعته على تجريد اللحم، وتجويد اللقم، حتى إذا أكل المختار الطيب، وتناول المقدار المستقرب، زعم الانتهاء، وادعى الشبع والاكتفاء، وجعل ما يستمده من بعد على وجه التملح والتعجيب، وطريق التنادر والتقريب. وعساه لا يبلغ في الاستزادة والاكثار، فأقصى مدى تلك السادة الأبرار. وهذا أيدكم الله الذي أبطل صناعتكم وعفى آثارها، وأفسد نظامها وأطفأ أنوارها. فصار الناشئ فيها غير عارف بقوانينها، ولا واجد بصيراً بأفانينها، فهو يخبط العشواء منقبضاً تارة ومنبسطاً، ويخلط ما جاء صواباً مرة وغلطا، لا يعرف فضل المستكره على المختار، ولا ميزة الهاجم على المستزار، ولا يعلم أن المغافضة والمغالبة، والمجاحشة والمواثبة، مذاهب الأشياخ القدماء، وعادات أهل الصنعة الألباء، إلى غير ذلك من شرائط هذا العمل الجليل، وسنن كل وقاح أكيل.
ونحن ننطق في كتابنا هذا إليكم بلسان الشره المليم، ونستمد لكم التوفيق من شيطان المعدة الرجيم. فأول ما أفهمكم إياه، وأنفعكم معناه، معاشر الإخوان، ورفقاء المائدة والخوان، أن تعلموا أن من صفق وجهه رق عيشه، ومن سعت قدمه طاب مطعمه، ومن أساء أدبه بلغ أربه، ومن قل حياؤه ساعدته أهواؤه. وهذه وصية نبذت إليكم حكمها، وفرضت عليكم تعلمها.
وأن تديموا دخول الحمام، في صبيحة كل يوم من الأيام، فتمزخوا المعدة، وتطلبوا التقلب والتمدد، ففي ذلك راحة من كد السهر، وحدر لبقايا الطعام المعتكر. وتعقبوه بتناول الجوارشنات، والسفوفات الفاتقة للشهوات، ثم تطرحوا أفكاركم يمنة ويسرة، وعيونكم خفية وجهرة، فتوكدوا الوصاة سفينة ولا موضعاً موسوماً بكراء الحمير، ولا صقعاً معروفاً بالخانات والمواخير، إلا اخترقتموه مساء وصباحاً، وطرحتموه غدوة ورواحاً. وتتبعوا ولائم الإعذار، ودور الوارث والقمار، وحمالي الفرض، وشواني الربض، وحلق الممخرقين، ومقامات المثاقفين، ومظان مناطح الكباش، ومواطن التنازق والهراش، وتسترشدوا قوام المشاهد، وصالحي المساجد، وعجائز العكاكيز، وروائح الدهاليز. ولا يجوز أن يخفى عليكم حينئذ خافية، ولاتستر دونكم عورة دانية ولا قاصية، فإذا عادوا بالنبأ الواضح، وفازوا بالخبر الصالح، استخرتم الله عز وجل مفكرين في بعد الطريق أو قربها، فإنها إن دنت أدنت البغية، وإن نأت هيجت الشهوة، وأن لا تخففوا الأكل مما حضر، طمعا في ما يأتي ينتظر، وإن كنتم له محققين، ومن ووده على يقين، فللطعام اغتنامات، وللتأخير آفات، وربما أفسد الطباخ ما تراعون، وطرقت صاحب المنزل نائبة في عرض ما تأكلون، وأخطأتم في الحساب، وحصلتم على تجويع الارتقاب. وهذا سفة في العقل، وركوب غرر في فوت الأكل.
وأن تتخيروا من المواضع أفسحها، ومن المجالس أفيحها، لتكون معدكم مطمئنة هادية، وأيديكم ذاهبة جائية، فلا يتعذر عليكم، تناول ما قرب من الأطعمة إليكم. وإن كان لأحدكم قريب، وولد أو نسيب، قرب منه أو بعد، فلا يتنغص له، ويتمنى أن يشاركه في ما أكله، فإن ذلك مشغلة عن الاستكثار، ومقطعة عن الاحتكار، ودلالة على وهي العزم وضعفه، وإظهار لقلة الرأي وسخفه، بل يستجد لذاكره أكلة مفردة، ويستأنف من جراه شهوة مجددة، فإن ذلك أدخل في باب التطفيل، وأولى بذوي الرأي الأصيل.
وأن تجعلوا السكباج مفتاح الفم، وتعظموها تعظيم الأب والأم، فإنها القدر المحبوبة، والشهوة المطلوبة، والعلق الصبور، واللون الذي لا يبور. وأن تبالغوا في الإمعان، عند حضور لفرصة والإمكان، في أفخاذ الفراريج ولصقيها، وصدور الدراريج بعد تعليقها، فإنها المنظر الأنيق لذي عين، واللذة القصوى لصاحب ماضغين. وأن تعتمدوا أكل الهرائس، عاريات من الملابس، خاليات من الجزمازج والجرادق، منقولات بالأصابع والملاعق، فإن فيها معنى الخبز، من لباب البر والأرز، ولا فائدة في هذا التكرار، العائد بالتملي والاستضرار.
واستوصوا بالصاعديات خيراً، وغلائها المصبوغة حمرا، فأكبوا على فروجها وعصفورها، واستكثروا من كبابها ومضفورها، وواظبوا على قرنائها وأخواتها، وبنات عمها وعماتها، من الاسفيذباجات والنرجسيات والمحرقات. فكلوا أكل الأيامى فقدوا الصاحب، واليتامى عدموا الكسب، وواصلوا المضاير إذا بدت إلية الحمل، واستدارت هامة البصل، فإنها طعام السلف الماضين، وأهل السنة المتزهدين، وبها باع الناس قديماً صلاتهم وصيامهم، ولها فارقوا خليفتهم وإمامهم، ومن أجلها دفعوا عن المحال وذبوا، وأجابوا داعي الضلال ولبوا.
وكونوا لذوات المرق إخواناً، فإن لها أنواعاً من الطعوم وألواناً، وفضلاً على غيرها ورجحاناً، فثردها قوام الظرف وكماله، وسنان العرف وجماله، وهي عزاء الصدور، ودواء المخمور. ولا تهملوا الحرص على لحمها المجزع، من البشمازج والأضلع. ولفوا لقلاياها لفا، واستفوا لحمها سفا، استراحة من ناشفها إلى ممرقها، ومراوحة من محمصها إلى محرقها، فإنها قراضة الإبريز، وطراز المأكل الوجيز. ولا تحقروا الانتفاع بالأصباغ فنعم ظهير الأكل
ومعينه، ونصيح المستكثر وأمينه. وبادروا الحلواء ساعة طلوعها في جاماتها، كالبدور في هالاتها، غير محفلين بما يقطر من أدهانها على العنافق، ويجري من مرقها على المرافق. فكل ذلك هين في جنب الظفر بمنية النفس، وبلغ شهوة الضرس، ولا تستكثروا من الأنبذة فإنها تضعف الشهوة، ولذلك سميت الخمرة قهوة، ومن أصغر تأثيرها التملي المانع، والخمار القاطع. وعليكم منها بما يعين المعدة على غذائها، ويكون سبباً لسرعة نقائها. ولا تصغوا إلى عاذل مقبح، ولائم متنصح، فما ذاك إلا حسد على ما أنالكم الله من فضله: القدرة على كشف أغراضكم، ولا تستقلوا في نيل إرادتكم بكل كلح الحجاب، أو ردة البواب، ولا تستبعدوا فتح الباب وإن أبهمت أعلاقه، وتسلق بنيان وإن أحكم وثاقة، فطال ما خاصمت وخوصمت، وزاحمت وزوحمت، وصادمت وصودمت، ولا كمت ولو كمت، فما ترى بي أثراً، إلا أنبأتك عنه خبراً، حتى صلع رأسي فما ينبت شعرة، وعمشت عيني فما تدرك نظرة، وكسر فكي فما آكل إلا استراطاً، واسترخى جانبي فما أتمالك ضراطاً، وكل هذا قد يستهسل، في بلوغ لذة المأكل. وبه أوصيكم جماعة الأوداء والأخوان، وبحفظ ما رويته لكم عن المشاهدة والعيان، والله خليفتي على فكوككم القوية، ومعدكم النارية. وكتب يوم عيد النحر ساعة تزويع لحم الأضحيات، ووقت إدراك الهرائس والوديات، وهو حسبي ونعم الوكيل. (التذكرة الحمدونية: ج 4 ص 234).
المدير العام- Admin
-
عدد المساهمات : 501
نقاط : 2147483647
عضو مميز : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
العمر : 44
:: الفئة الأولى :: استراحة الموقع :: طرائف و نوادر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 08, 2014 6:16 pm من طرف السيد عبد الحسين الاعرجي
» زواج المتعة
الأربعاء فبراير 09, 2011 11:07 am من طرف حسين
» الى من يهمه الامر
الخميس نوفمبر 18, 2010 2:26 am من طرف احمد علي حسين العلي
» جبل يضع البيض في الصين
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:31 am من طرف زائر
» لى من يهمه الامر
الأربعاء نوفمبر 03, 2010 9:30 am من طرف سمير محمود الطائي
» زرقاء اليما مه
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 5:17 am من طرف سمير محمود الطائي
» الأخت المؤ منه ومشا كل العصر
الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:59 am من طرف سمير محمود الطائي
» أعجوبة صورة الضحى
الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:48 am من طرف سمير محمود الطائي
» با لحسين معا دلتي موزونه
الإثنين سبتمبر 27, 2010 6:30 pm من طرف سمير محمود الطائي