سليمان و السّمكة

ذكر النوري (رحمه الله تعالى) في (دار السّلام) نقلاً عن الشيخ الخمائسي قال:
و مما شاهدته عيني من العجايب أنّه كان عندنا في البيت هرّة لطيفة الألوان قد ربيت عندنا، و دخلت دارنا و هي رضيعة لا تستطيع الأكل حتّى يعلس لها الخبز فتلطعه لطعا و كان دخولها إلى دارنا في اليوم الذي ولد فيه شيخ سليمان و هو أخوه لأنّه من الشيخ سليمان المتقدّم، فلما بلغ أربع سنين أو خمساً تقريباً اتّفق له يوماً بقرب الليل أنّه يبكي و يطلب من أهله سمكاً و نحن نسلّيه و نعده فلا يسكن، و قد بقينا معه في حيرة و تلك الهرّة يومئذٍ كبيرة تدخل بيوت الجيران و لا تنام ليلاً إلاّ في دارنا، فبقي سلماننا يبكي ساعة لا يسكته عن طلب السّمك شيء و نحن متألمون مشغولون باسكاته، و إذا بالهرّة في فيها قطعة سمك كبيرة جداً قد جائت من باب الدار قاصدة إليه حتّى أوصلت القطعة إلى يديه، فسكت و لم يكن فيها شيء من التراب و كانت مقليّة فتنالوها من فمها و أكلها.