قصيدة في الولاء لأهل البيت و رثاء الإمام الحسين (عليهم السلام) تنشر لأول مرة

من نظم السيد باقر الكيشوان الموسوي:

لذي القربى ولائي سوف يبقى
و ليس لغيرهم أبداً ولائي

و من أضحى لغيرهمُ موالٍ
سيبقى في الهوان بلا امتراءِ

علقت بحبهم في الصلب قبلاً
و غذِّيتُ الولاء بلا غذاءِ

و حبهم سرى في كل جسمي
و ما بين العروق إلى الدماءِ

فلو أنطقت جسمي كل عرقٍ
لضاقت عنك أصوات النداءِ

فمن ذا صرت أهواهم كثيراً
لأني قد فطرت على الولاءِ

و إني الدهر لو أثني عليهم
لكان قضاءه دون الوفاءِ

و أنى لن أوافي مدح قومٍ
لهم في الذكر آيات الثناءِ

فإن الكون لو أضحى كتاباً
و كان مداده قطر السماء

و كانت لي حياة الدهر عمراً
لما استوفيت سطراً من ثنائي

محبهم إلى الفردوس يمضي
و مبغضهم إلى بئس الثواءِ

و أبواب الجنان مفتّحاتٍ
لمن والاهم كل الولاءِ

و من كف النبي لهم شراب
يروي الشاربين من الظماءِ

و إن ننسى فلا ننسى حسيناً
لما أبلاه من حسن البلاء

و ما قد شاده للدين حقاً
و ما أضحى به رمز الفداءِ

و نندبه بأيامٍ أقمنا
له فيها المآتم و العزاءِ

و قد جلت مصيبته علينا
كما جلت على أهل السماء

أقاموا في السماء له عزاءاً
و لما ينتهي ذاك العزاءِ

و جبريل بكى حزناً عليه
و أبكى كل أملاك السماء

فلم يبقى من الأكوان خلق
تراه لما رآه بلا بكاءِ

و إن الجنّ قد ذرفت عليه
دموعاً ما لها قط انتهاءِ

فحق إن بكيت عليه دهري
لما جفت دموعي من بكائي

فقل للشامتين بنا عليه
و كل الباغضين على سواء

رويداً إنّ وعد الله آتٍ
لأخذ الثأر من أهل البغاءِ

فهذا القائم المهدىّ أضحى
قريب الوعد من أمر السماءِ

و أن الله سوف يظهره عليهم
بسيفٍ ما له قط ارتواء

ليملأ ثَمَّ أرض الله عدلاً
و يظهر دينه بين الملاءِ